سحر هاشمي هي سيدة من أصل إيراني ، ولدت سحر عام 1968م ، ورحلت عن موطنها مع ذويها عام 1980م إلى إنجلترا وذلك بعد وقوع الحرب بين العراق وإيران ، تعلمت سحر في المدارس بإنجلترا وامتهنت المحاماة واستمرت حياتها في روتين إلى أن توفى أبيها عام 1994م ، فاستقالت من وظيفتها وسافرت إلى الأرجنتين لمدة خمس شهور تعلمت فيهم الأسبانية ثم عادت إلى إنجلترا ، أخذت سحر تبحث عن عمل لفترة طويلة بعد عودتها إلى إنجلترا ولكنها لم تُوفق في ذلك .قررت سحر أن تذهب إلى أخيها في زيارة إلى نيويورك وكان يعمل استشاري استثمارات في أحدى البنوك هناك ، وصلت سحر إلى هناك وانتظرت أخيها في مقهى أمريكي وتناولت قهوتها وبعض الكعك خالي الدسم ، وأخذت تستطعم طعم قهوتها وهي تقول في نفسها لماذا لا أجد مثل هذه القهوة في إنجلترا .جاءت لسحر فكرة في رأسها أن تذيق إنجلترا طعم ونكهة القهوة الأمريكية وأخذت برأي أخيها في ذلك الأمر فهو كان صاحب أفكار رائعة وقرر أن يشاركها في تمويل فكرتها حتى يأتي موعد التنفيذ الفعلي ، عادت سحر إلى لندن وبدأت تمضي وقتها في التخطيط لكيفية البدء في مشروعها ، فقد قامت بالمرور على جميع مقاهي لندن لتدرسهم جيدًا وتقارن بينهم ووصلت إلى أن لندن لا يوجد بها فنجان قهوه عالي الجودة .بدأت سحر في البحث عن من يمول فكرتها ولكنها قابلت رفضًا من 19 مؤسسة تمويلية ، ولكنها لم تيأس وحدثتنا عن صعوبة هذه المرحلة وقالت : حين بدأنا لم يكن هناك هذا الكم من المعلومات والمساعدات المتوفرة اليوم ، لقد بذلنا جهدًا شاقًا كي نقنع أنفسنا وأصدقائنا وممولينا والموردين والمستهلكين والجميع بجدوى الفكرة ، لقد كان الأمر بمثابة تسلق مرتفع حاد ، بل لقد كان تحديًا كبيرًا .وافقت وزارة التجارة والصناعة على أن يقوموا بإقراض سحر مبلغًا وهو 75 ألف جنيه إسترليني ، وبعد عام من فكرتها قامت سحر بافتتاح مقهى جمهورية القهوة أو Coffee Republic وذلك بشارع ساوث مولتون .واعتمدت سحر في صنع قهوتها بالمقهى على أن تقدم نكهات قهوة مختلفة وتناسب جميع الأذواق ، ورغم تنوع النكهات في المقهى إلا أن البداية كانت صعبة فقد نظر أصحاب المقاهي للمقهى الجديد بعين الاستغراب كما أنها كان يصعب عليها أن تجد أصحاب العمالة الكفء ، فواجه الأخوين بعض الصعوبات ولذلك قرروا أن يستعينوا بشركة للعلاقات العامة ، وقد تولت هذه الشركة موضوع الدعاية والتي تسببت في نشر تقارير صحفية إيجابية عن المقهى .وفي عام 1996م زاد الإقبال على المقهى مما جعلهم يقومون بافتتاح مقهى ثاني جديد في وسط لندن ، وفي عام 1997م قاموا بتحويل مشروعهما إلى شركة مساهمة وطرحوا الأسهم بالبورصة مما أعاد عليهم النفع بمبلغ وصل إلى 8.5 مليون جنية استرليني وقد تم توجيه هذه الأموال إلى المزيد من التوسع والانتشار في الفروع .وفي عام 2000م طرحت سحر وأخيها مزيدًا من الأسهم وجمعوا من خلالها 20 مليون جنيه إسترليني ، وقاموا بتوجيهها إلى افتتاح المزيد من المقاهي الجديدة حيث قاموا بافتتاح 40 فرع جديد في عام واحد فقط ، وفي خلال خمس سنوات من بداية المشروع أصبح عدد المقاهي المفتوحة 82 مقهى متناثرين في كل المدن الإنجليزية ، وكان يعمل بهم حوالى 800 موظف .وبالطبع اضطروا أن يعتمدوا على مديرين للفروع بعدما كثرت ولكن سحر كان تقوم في كل صباح بزيارة فرع من الفروع وكأنها ضيفًا عاديًا لتقوم بمراقبة الجودة والمعاملة وقالت سحر : هدفنا هو التأكد من أننا لم نتحول لشركة عملاقة مترامية الأطراف ، فننسى كيف ولماذا أقمنا هذه الشركة .وفي عام 2001م تنحت عن دورها في سلسلة مقاهيها الشهيرة وتحولت إلى كاتبة وأنتجت لنا كتابًا اسمه الكل يستطيع أن يفعلها ، كيف أسسنا جمهورية القهوة من على طاولة المطبخ ، وقد حصل على المركز الأول ألأكثر مبيعًا في إنجلترا ونال هذا الكتاب الكثير من الجوائز .