في إحدى الجامعات وبداخل إحدى الصفوف الدراسية ، وقع أنتوني برجيز أرضًا مغشيًا عليه ، وقتها قرر أنتوني أنه قد استكفى من وظيفته التي عمل بها وأنه عليه أن يقوم بعمل ما يحب وفقط ولم يكن يعلم أن سبب وقوعه أرضًا أنه سيكون مصاب بمرض خطير أخطر من مجرد إصابته بدوار .وقتها ذهب أنتوني إلى الأطباء لفحصه ومعرفة سبب ما حدث له ، وتم تشخيص حالته وقتها على أنه مصاب بورم سرطاني خبيث وأقروا بأنه لن يعيش أكثر من عام وممكن أن يقل ، وقتها كان أنتوني يبلغ من العمر 43 عام ، وكان يفكر مرارًا وتكرارًا في أمر زوجته وفيما سيتركه لها ، وكان حله الوحيد أن يقوم باستكمال كتابته للقصص والروايات ويقوم بنشرها ومن ثم تستفيد زوجته من أرباحها بعد موته.بعد مرور العام الذي حدده الأطباء أن أنتوني لن يعيش أكثر منه ، وكان هو قد انتهى من كتابة القصة رقم 5 ولكنه لم يمت كما توقع الأطباء ، وقتها ظن الأطباء أن الورم قد ضمر أو أن أغلب الظن أن تشخيصهم لمرضه كان غير صحيح .وقد قام أنتوني بكتابة أكثر من 70 قصة ورواية حتى توفى وهو في عامه السادس والسبعين ، وقد قام بنشر العديد من المقالات في الصحف والمجلات مستخدمًا العديد من الأسماء المستعارة .ولد أنتوني برجيز في عام 1917م ، في مدينة مانشستر الانجليزية ، وكان والده يعمل صراف وفي وقت فراغة يعمل كعازف للبيانو ، أما والدته فتوفت بعد مولده بعامين فقط وذلك أثر إصابتها بوباء الانفلونزا في سنة 1919م وتولت زوجة أبية تربية أنتوني من بعدها .وقد قام هو بتعليم نفسه بنفسه ودرس اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة فيكتوريا بمانشستر وتخرج منها عام 1940م ، وقتها تعرف على زميلة له في الدراسة اسمها لين وتزوج منها عام 1942م ولكن هذا الزواج لم يكن مثمرًا .كانت زوجتة ذو طباع غير محتملة ولكن بالرغم من هذا فكانت تشجعه وتعطيه الأمل حتى يصبح كاتبًا وقد كانت السبب في ظهور الطابع الساخر في بعض الأوقات في كتابته ، وقد توفت في عام 1968م بعد إصابتها بمرض التليف الكبدي وذلك من كثرة شربها للكحول .وبعد مرور الحرب العالمية الثانية ، ذهب أنتوني للعمل في جامعة برمنجهام ووزارة التعليم ووقتها كان يقوم بتأليف القصص ولكن بشكل غير متواصل حتى قام بكتابة أول رواية له عام 1949م وكان اسمها رؤية المعركة ولم يقوم بنشرها إلا في عام 1965م .وفي عام 1954م قام أنتوني بالسفر إلى مالاي وبروناي للتدريس هناك في جامعة سلطان عمر على سيف الدين ووقتها قام بتأليف ثلاث قصص ولكنه ارتحل إلى مالطة وإيطاليا وأمريكا وموناكو وترك التدريس حيث وصلت عدد مؤلفاته وقتها إلى 11 قصة وذلك حتى عام 1962م .وكان أسلوبه يتميز بالسخرية وقد أخذت عنه بعض مؤلفاته وأنتجت كأفلام سينمائية ، ومن أشهر تلك الأفلام فيلم البرتقالة المنتظمة ودارت أحداث هذا الفيلم في لندن .وكان أنتوني لا يكتب أقل من 1000 كلمه يوميًا ، وقد استطاع أن يقوم بتأليف مجموعة قطع موسيقية ، وقد تزوج بعد وفاة زوجته من أخرى إلى أن توفى عام 1993م بمرض سرطان في الرئة وذلك لأنه كان شرهه في التدخين فضر نفسه .ويقال عن حياته أيضًا أنه كان يشوبها العديد من العادات السيئة والرذائل وقد كان يعلنها على مرأى ومسمع من الجميع ، ولكن هذا لا يلغي ما قدمه لنا من روايات وقصص شيقة .