قصة المحامي الذي أصبح حلواني

منذ #قصص نجاح

هل تخيلت أن تدرس طوال عمرك وتتخرج من كلية مرموقة ، وتعمل في وظيفة لها شأنها ثم فجأة وبدون أي مقدمات تتجه إلى المطبخ وتصنع الكعك ، وبعدها تقرر وأنت بكامل قواك العقلية أن كل تلك السنوات الفائتة قد ضاعت من عمرك هباءً منثورًا ، وأن مستقبلك الحقيقي وكيانك الفعلي لا يتجسد إلا بين جدران ذلك المطبخ ، فتترك عملك في قاعات المحكمة وتفضل البقاء مع الرقائق والمعجنات والسكر المحلى .هكذا بدأ وارن براون مشواره الوظيفي ، فبعد أن تخرج من جامعة جورج واشنطن للحقوق ، بدأ عمله الحكومي في قسم قضايا التأمين الصحي ، ولكن لم تطل حماسته طويلًا ، فرغم براعته في الحديث ولسانه المفوه فقد حماسته للعمل الحقوقي بعد سنتين فقط في أروقة الهيئات الحكومية .وبدأ يغرق نفسه في مطبخه بين الوصفات والطبخات المختلفة ، ويدعو أصدقائه وجميع معارفه ليأتوا ويتذوقوا ما طهى ، فكان يجد نفسه في ذلك الجو الممتع ، وحدث ذات يوم أنه تأخر في عمله بينما كان يستعد لقضية هامة ، وحينما غادر الموظفون ووجد وارن نفسه وحيدًا بين أكوام الملفات المكدسة ، سأل نفسه سؤالًا وحيدًا هل هذا هو حقًا ما يريده ؟بعد لحظة صدق عاشها وارن مع نفسه قرر في مطلع العام الجديد أن يخصص وقته القادم لعمل الكعك والحلويات ، وخصص اهتمامه بكعك الشيكولاته ، ولذلك مصادفة طريفة فقد حدث في أحد أيام عام 1999م أن وران كان على متن الطائرة المتجهة لبلدته في زيارة لأهله ، وكان يحمل حينها كعكة من الشيكولاته اللذيذة ، ولاحظ أن جموع المسافرين تنظر إليه بابتسام ، فعرف أن الشيكولاتة هي المغناطيس الذي جذب إليه العيون .وحينما عاد وارن إلى بيته ظل يطهو الكعك لمدة ثلاث أيام متتالية ، حتى صنع 15 كعكة مختلفة جعلها وليمة لأصدقائه ، ودعا إليها كل من يعرف ، وفي هذه الوليمة طلب وارن من كل الحضور تقييم أدائه وفي صنع الكعك ليعرف أي صنف أحبوه أكثر .ومن هنا بدأت الانطلاقة الحقيقية لوارن الحلواني فقد انبهر أصدقائه بالكعك ، وتلقى العديد من طلبات الشراء ، فانغمس وارن في صنع الكعك وكان يحضر معه في عطلة كل أسبوع صديق أو اثنين ليساعدوه في إعداد الكعك ، وهكذا استمر وارن في العمل الحكومي نهارًا وطهو الكعك ليلًا .حتى كان على يوم في موعد لزيارة الطبيب ، والذي نصحه بعدم الإرهاق وتخفيف ضغط العمل ، وهنا قرر وارن التضحية بعمله الحكومي والبقاء في هوايته التي يحبها وهو ممدد على سريره بغرفة الطوارئ بالمستشفى ، فقدم على طلب إجازة لمدة شهرين ومارس عمله كحلواني ، وحينما دارت العجلة استقال وارن من وظيفته في عام 2000 م ليتفرغ للطهي .عانى وارن في البداية من بعد الضائقات المالية حتى اضطر للاعتماد على بطاقات الائتمان لسداد لوازم الكعك ، وجاءت الانفراجة الحقيقية حينما كتبت عنه جريدة واشنطن بوست ، وقام بنشر صورته على غلاف ملحق الطعام ، وقتها نزلت الاتصالات الهاتفية على وارن وتعددت الطلبات حتى أن هاتفه لم يصمت لمدة يومين متتاليين ، وزادت مبيعاته أربع أضعاف ما كان يبيع .وبالطبع لم يقتصر وارن على مهارته في الطهي بل انخرط في عدة دورات تدريبية ، بالإضافة لقراءة كتب الطهو المختلفة ، وفي عام 2002 م فتح وارن أول متجر له في العاصمة واشنطن ، وسماه حب الكعك ، والجيد في وارن أنه كان يشجع زبائنه دائمًا على خبز الكعك بأنفسهم ، ويرد على أي استشارة منهم .وبعد ذلك جاءت الخطوة التالية وفتح أول مطعم له ، وبعدها سعى بناء علامة تجارية مميزة لمنتجاته تعتمد على شركة قوية لا فرد واحد حتى لو كان وارين نفسه ، ورغم بعض الهفوات التي وقع فيها موظفي الشركة ، إلا أنه كان يثق بفريق عمله ، الأمر الذي انعكس عليهم ايجابيًا وأبدوا أفضل ما لديهم ، وبعد عدة سنوات أصبح المحامي غير السعيد أشهر حلواني سعيد .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك