قصة الشاعرة سيليا دروبكن

منذ #قصص نجاح

ولدت سيليا دروبكين في الخامس من ديسمبر عام 1887م ، وتنتمي سيليا إلى عائلة روسية يهودية الديانة ، توفى والدها فروستر دروبكن إثر إصابته بمرض السل ، وكانت سيليا في هذا الوقت شابة ، فانتقلت مع والدتها وشقيقتها للعيش بمنزل أحد أقارب العائلة الأثرياء .أظهرت سيليا منذ طفولتها قدرات فكرية بارعة ، وعملت دروبكن لفترة من الوقت كمعلمة للغة الروسية ، بإحدى المدارس الثانوية المتخصصة بالألعاب الرياضية ، وانتقلت بعدها للعمل في وارسو ، وبحلول عام 1907م انتقلت دروبكن إلى كييف من أجل استكمال دراستها ، وتعلمت على يد الكاتب نيسان غنيسن ، وعملاً بوصيته بدأت دروبكن تسرد الشعر باللغة الروسية بدلاً من العبرية .وفي عام 1908م عادت دروبكن إلى بوبرويسك ، وبعد إقامتها بها بوقت قصير التقت بالناشط السياسي شماي دروكين ، وهو يهودي الأصل أيضًا ، وتكلل لقاءهما بالزواج عقب فترة قصيرة من لقائهما في نفس العام ، ولكن نظرًا لملاحقاته بسبب نشاطه السياسي ، فر شماي هاربًا إلى أمريكا في عام 1910م ، تاركًا زوجته سيليا وطفلهما دروكين جون جوزيف ذو العامين .طوّرت دروبكن من نشاطها الثقافي ، وأصبحت أكثر شهرة بالوسط الفني بمدينة نيويورك ، حيث كانت أشعارها وقصائدها تُترجم من اللغة الروسية إلى اللهجة اليديشية ، من أجل نشرها بالمجلات الأدبية اليديشية وذلك بمطلع عام 1917م .واليديشية هي اللغة التي استخدمها يهود أوروبا ، إبان فترة العصور الوسطى وهي لغة اليهود قبل أن تظهر العبرية وتعتمد كلغةً رسمية ، وهي بالأصل لهجة ألمانية مطعمة ببعض الكلمات العبرية وبعض اللغات الحديثة ، ويتحدث بها يهود اليوم في كل من إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية .ثقافتها :
ساهمت دروبكن لسنوات طويلة وبشكل منتظم في إثراء محتوى ، العديد من المجلات حيث قامت بتأليف العديد من القصص والروايات المسلسلة ، من أجل كسب المال ، ولكن أغلب إنتاجها كان منحصرًا بكتابة الشعر والقصائد .حيث تفوقت دروبكن في كتابة الشعر ، مقارنة بإنتاجها القصصي حيث عكست قصصها سيرتها الذاتية ، ولكن ليس بشكل متطابق تمامًا ، في حين حملت قصائدها العديد من الأماكن والمشاعر والوقائع التي عاشتها .كما نشرت مجموعة من القصائد المتعلقة بأطفالها ، فقد أنجبت دروبكن ستة أطفال ولكن لم تكتب لهم الحياة ، وظل على قيد الحياة منهم واحد فقط ، فكانت دروبكن تكتب للأطفال بوجه عام وتم تحويل إحداها إلى أغنية .وتعبر قصائدها بشكل عام عن العاطفة ، والاكتئاب والحب والحياة الجنسية ، كما تذخر أبياتها الشعرية بالشوق والذنب والغضب والعديد من المشاعر المتداخلة ، كما اشتملت قصائدها على العديد من الكلمات الييدية كما هو الحال مع أغلب كتّاب اليديشية ، فمن وجهة نظرها كانت تلك الكلمات العبرية أو الآرامية الأصل ، هي الأقرب للتعبير عما يجول بداخلها ، ولا يمكن أن تعبر بمصطلح أدبي ، ورغم حبها وولعها الشديد للعشر إلا أن دروبكن لم تتمكن من نشر أولى مجموعاتها الشعرية قبل عام 1935م .وعقب نشرها لتلك المجموعة الشعرية الأولى ، لاقت دروبكن نقدًا لاذعًا من كافة النقاد ، خاصة أن مجموعتها لم تتطرق إلى أية قضية عالمية قط ، بل كانت كلها تتعامل مع الشق الأنثوي الذي غرقت فيه دروبكن حتى النخاع ، بالإضافة إلى تناولها لبعض الغرائز ، حيث اعتبر النقاد ما كتبته دروبكن هو أحد أنواع التمرد على القيود الاجتماعية التي كانت مفروضة على المرأة في هذا الوقت ، فلم يكن مسموحًا لها بالتعبير عن مثل تلك المشاعر المتعلقة بالرغبة .توقفها عن الكتابة:
استمرت سيليا في كتابة الشعر لفترة طويلة ، عقب تلقيها تلك الانتقادات بل صارت أيضًا أكثر جرأة من ذي قبل ، ولكنها رغم ذلك توقفت فجأة عن الكتابة بحلول عام 1945م ، وقد تناول النقاد هذا الأمر من أكثر من زاوية منها اختفاء اليهود من أوروبا آنذاك ، أو وفاة زوجها وما واجهته بعد ذلك من صعوبات حياتية وعاطفية ، أو بداية اندثار اللغة اليديشية التي كانت أساسًا في كتاباتها ، فلربما توقعت أن تنتهي الييديشية التي تكتب بها ، في غضون أعوام قليلة .الوفاة:
توفيت سيليا دروبكن في الثامن عشر من شهر أغسطس عام 1956م ، إثر إصابتها بمرض السرطان وتم دفنها في إحدى المقابر بمدينة نيويورك .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك