قصص الأثرياء ملهمة للغاية ، خاصة إذا كان الشخص قد حقق نجاحًا ملموسًا في سن صغيرة ، اعتمادًا على ذاته ليصبح إنسانًا عصاميًا جديرًا بالاحترام رغم صغر سنه ، وجون كوليسون هو أحد هؤلاء العصاميين الذين أثبتوا أنفسهم في عالم المال والأعمال خلال فترة قصيرة عن جدارة .ولد جون كوليسون عام 1990م في إحدى المناطق الريفية بأيرلندا ، ويعد جون أصغر رجال الأعمال حاليًا ؛ حيث قام كوليسون بتأسيس أولى شركاته الخاصة برفقة ومشاركة شقيقه باتريك ، التي جعلتهما من أصغر وأشهر رجال الأعمال .تخرج جون من إحدى المدارس الثانوية الحكومية في مدينة ليمبرك ، ثم اختار الالتحاق بأحد المعاهد الأمريكية العليا ، بدلاً من الخوض في دراسة جامعية بأيرلندا أو حتى المملكة المتحدة ، وكان اختياره دليلاً وشاهدًا على طموحاته المختلفة والمميزة في الحياة بوجه عام .على الرغم من انعدام أية صلات قرابة أو جذور عائلية لكل من جون وشقيقه ، إلا أنهما قد اختارا الدراسة في رحاب جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث بدأ باتريك الشقيق في دراسة الرياضيات عام 2007م ، بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الواقع في كامبردج وهو من أرقى المعاهد في هذا المجال على الإطلاق ، والذي يقع بالقرب من ولاية بوسطن ، بينما اتجه جون للدراسة عقب ذلك بعامين فقط في جامعة هارفرد المرموقة .وقبل أن يبدأ كلا الشابين الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية ، أصبحا من رواد الأعمال والأثرياء ، وذلك بفضل نجاح أول مشروع لهما ، حيث قاما معًا بتأسيس أول شركة لهما وهي شركة سترايب ؛ وهي شركة برمجة كبرى تعمل على تيسير الأعمال التي يقوم بها كافة المستقلون ، والشركات الصغيرة على شبكة الإنترنت ، حيث يستخدم العديد منهم موقع المزادات الإلكتروني إي باي في العمل .أنشأ جون شركته سترايب التي يقع مقرها الرئيس سان فرانسسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية ، وقام بإدارتها مع شقيقه باتريك ، ليصبح بذلك ثالث أصغر ملياردير على مستوى العالم .ولم يصل جون لهذا المركز دون جهد ، بل عمل بشكل متواصل حتى بعدما بدأ دراسته بهارفارد ، حيث تسرب كلا الشابين بشكلٍ مفاجئ من الجامعة ، مع بداية الدراسة لإطلاق تلك الشركة على موقع وادي السيليكون في كاليفورنيا .وقد أتت الفكرة لجون كأية فكرة قد تراود أي شخص في أي مكان ، ولكن الفارق هو أن جون كان معروفًا إلى حد في السوق العنكبوتي ، بمشروع مماثل لهذا من قبل .فقد قام الشقيقان بتأسيس شركة تدعى تشوبا في عام 2007م ، بأيرلندا تحديدًا في مدينة لينريك ، ثم اندمجت شكرتهما مع أخرى شهيرة تدعى أوكتوماتيك ؛ التي تعمل هي الأخرى في مجال البرمجيات ، حيث كانت تلك الشركة هي المؤسس لموقع إي باي ، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل تمامًا وتم بيع شركة أوكتوماتيك بمبلغ يعادل خمسة مليارات دولار ، كان لكل من الشابين الشقيقين مليارًا مستقلاً .وكانت أكثر الصعوبات التي واجهت الشقيقين ، هي مسألة التمويل في الأساس ، وكيفية جمع المال من المستخدمين ، وطريقة التفكير في المنتج أو الخدمة التي يرغب العمل بها ، مما جعل جون معروفًا لدى المستخدمين وقد تمكّن جون من تخطى تلك العقبات واحدة تلو الأخرى بإصرار .عقب بيع شكرة أكتوماتيك ، قام الشقيقان بتأسيس شركتهما الخاصة سترايب ، والتي نجحا في تطويرها لتقوم على نظام برمجيات يمكّن العديد من الشركات ، من كافة الأحجام الصغيرة منها والضخمة بتسجيل المدفوعات بسهولة أكبر مما سبق ، مما يعمل على تشغيل أجزاء أخرى من مواقع تلك الشركات على الشبكة العنكبوتية مثل بيانات العملاء ، والمخازن ، والعديد من الأنظمة الأمنية المماثلة التي تحفظ لكل شركة بياناتها الداخلية بشكل أفضل وأكثر سهولة .وعلى الرغم من اتساع السوق في هذا المجال ووجود العديد من المنافسين ، إلا أن أعداد العملاء المنضمين إلى سترايب كانوا في تزايد مطرد ، كما حصلت سترايب على العديد من التمويلات الوفيرة من جهات مختلفة ، خاصة أصحاب الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا .وتعمل الشركة بنظام تحصيل الأموال من العملاء ، لكل معاملة يتم تنفيذها عن طريق الشركة باستخدام برامجها ، وتقدر قيمة إيرادات الشركة سنويًا بنحو تسعة مليارات دولار ، بما يشير إلى حجم الأرباح التي تتحصل عليها الشركة كل عام ، ليصبح جون كوليسون من أهم وأصغر رجال الأعمال وثالث أصغر ملياردير على مستوى العالم في خلال أعوام قليلة للغاية .