ولد إريك آرثر بلير الشهير بجورج أورويل في 25 يونيو لعام 1903م ، في بلدة موتيهاري بيهار ، الهندية الواقعة تحت سيطرة بريطانيا ، وهو حفيد الثري تشارلز بلير مالك مزارع عدة في جامايكا ، وأيضًا حفيد توماس ريتشارد آرثر بلير رجل الدين .وعلى الرغم من ثراء أجداد جورج إلى أنه كان دائمًا ما يعد نفسه من أبناء الطبقة المتوسطة العليا ، حيث كان والده يعمل بالخدمة المدنية في الهند ، بينما نشأت والدته في بورما والتي كانت ابنة لأب فرنسي يعمل في بورما مضاربًا في بعض المشروعات بها .كان لإيريك شقيقتين هما مارجوري وكانت تبلغ من العمر خمسة أعوام ، وأفريل كانت تبلغ من العمر عام واحد ، وأخذتهم والدتهم وانطلقت صوب انجلترا ، حيث عاش جورج ، ولكنه دائمًا ما ذكر أن مسقط رأسه في موتيهاري .عندما وصل جروج إلى المرحلة الجامعية ، لم يتمكن والداه من إرساله إلى إحدى الجامعات من أجل الحصول على منح دراسية أخرى ، فقد كانت نتائجه سيئة طوال فترة دراسته قبل الجامعية ، وهنا قررت الأسرة أن ينضم إيريك أو جورج إلى الشرطة الإمبراطورية وهي تعمل جنبًا إلى جنب مع الشرطة الهندية .كان على جورج أن يمر باختبار قبول بجهاز الشرطة ، وكان والده في هذا الوقت قد تقاعد من عمله ، فقام إيريك بالالتحاق بجهاز الشرطة ومر بالاختبار ، ونجح في اختبارات الانجليزية والتاريخ ، واجتاز اختبار القبول حيث كان ترتيبه السابع من بين من تخطوا الاختبار ، من أصل ست وعشرون مرشحًا التحقوا بالاختبار .وبحلول عام 1922م ، أبحر إيريك على متن سفينة إس إس هيريفوردشاير عبر قناة السويس ، متجهًا صوب سيلان للانضمام إلى الشرطة الهندية التي تعمل في بورما ، وعقب مرور شهر وصل إيريك إلى مدينة رانغون ثم سافر منها للالتحاق بمدرسة تدريب الشرطة في ماندالاي .وجدير بالذكر ، أنه عمل إيريك كضابط للشرطة خلال تلك الفترة من حياته قد ساعد على تحميله المسئولية ، في حين كان أقرانه في مثل عمره يدرسون بالجامعة في انجلترا ، وفي نهاية عام 1924م تم ترقية إيريك إلى درجة مساعد مدير المنطقة في سريام ، وفي عام 1925م انتقل للعمل في سجن إنسين ثاني أكبر سجن في بورما .ومع بدايات عام 1928م انتقل إيريك إلى باريس وعاش مع عمته نيلي في حي الطبقة العاملة ، وحصل من عمته تلك على الدعم المالي اللازم ، حيث كان إيريك قد بدأ في كتابة رواياته ، وكانت أولى أعماله هي رواية سرد فيها ما مر إبان فترة عمله كضابط ، وكتب عن الأيام البورمية التي عاشها .عمل بعد ذلك إيريك صحفيًا في مجلة سياسية أدبية تدعى موند ، وكان رئيس تحريرها السيد هنري باربوس ، حيث عمل لاقت مقالات إيريك أو جورج أورويل نجاحًا متميزًا .ثم كتب جورج أورويل رواية مزرعة الحيوان التي دارت حول مجموعة من الحيوانات ، تزعم اثنان منهم وهما خنزيران ثورة ضد صاحب المزرعة ، نظرًا لاستيلائه على ما تنتجه حيوانات المزرعة من خيرات ، ويحصل على المقابل لنفسه فقط ، وتنجح ثورتهم ليتولوا إدارة المكان عقب تنحي المزارع ، ويقوموا هم بإدارتها بصحبة عددًا من كلاب الحراسة ، ومع مرور الوقت تتحول الخنازير إلى استغلال إنتاج باقي حيوانات المزرعة ، ليصبح ف النهاية المشهد واحدًا كما سبق .وعقب نجاح تلك الرواية المتميزة والتي نالت استحسانًا قويًا من النقاد ، وحصلت على مكافآت وجوائز آنذاك ، حيث اختارتها مجلة التايم واحدة من أفضل مائة رواية انجليزية ، بالإضافة إلى حصولها على جوائز عدة .وعقب مرور ثلاثة أعوام قدم أورويل روايته الأخرى باسم 1984م ، والتي أعطى من خلالها للمواطنين لمحة عن كيفية تدخل الحكومة في شئونهم ، وصولاً إلى عرض وجهات نظره الخاصة .أصيب أورويل بمرض خطير في عام 1929م ، وتم نقله إلى المشفى على إثره ، وكانت مستشفى مجانية حيث قام طلاب كلية الطب بالتدريب عليه ، تلك التجربة التي خاضها لتكون بذرة مقالته الشهيرة كيف يموت الفقراء ، والتي نشرت في عام 1946م .وتم تشخيص مرض أورويل بالسل ، الذي كان حريصًا إلى إخفاء احتياجه للمال ، فقام بالعمل في وظيفة غسل الصحون بأحد الفنادق العصرية القريبة لمنزله ، خاصة بعد أن سرق أحدهم كل أمواله من منزله .واستمرت صحة أورويل في التدهور ، والذي دعا المحاسب الخاص به هاريسون لزيارته عقب احتجازه بالمشفى ، مما تسبب في قلق بعض أصدقائه ، وعقب تلك الزيارة ادعى هاريسون بأن أورويل قد طلب منه إدارة شركة جوب المحدودة ، وهو ما لم يتمكن هاريسون من إثباته نظرًا لعدم وجود شهود على ذلك .وفي الصباح الباكر من يوم 21 يانير عام 1950م ، انفجر شريان في رئتي أورويل ، مما أسفر عن وفاته عن عمر ناهز الست وأربعون عامًا .ولا زالت أعمال أورويل تؤثر على الثقافة الشعبية السياسية داخل العقول ، وهو من أسس لمصطلح أوروليان الذي استخدم للتعبير عن الاستبداد ، وله العديد من الأعمال مثل الأخ الأكبر ، وفكر الشرطة ، وغرفة 101، وثقب الذاكرة ، وغيرهم .كان أورويل روائيًا إنجليزيًا ، وناقدًا صحفيًا وكاتبًا متميزًا ، وتميزت أعماله بنثر واضح ، ووعي بالظلم الاجتماعي ناتج عن خوضه لتجارب حقيقية بنفسه .