قصة السلطان الظاهر بيبرس

منذ #قصص نجاح

هو بيبرس بن عبدالله السلطان العظم الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح الصالحي ، ولد بأرض الخبجاق عام 625هـ ، أغار التتار على بلاده فأسر وتم بيعه ثم حمله إلى سواث ، ومنها إلى حلب حتى استقر به الحال بالقاهرة ، فاشتراه الأمير علاء الدين البندقداري وظل عنده إلى أن قبض عليه الملك الصالح نجم الدين أيوب وأخذ بيبرس ليظل في خدمته .من ملامحه الشكلية أنه كان أسمر بحمره ، وطويل القامة ، جهير الصوت ، مليح الشكل ، أصبح من أعيان الجامكية ، وشهدت موقعة المنصورة له بمواقف مشهورة .دور بيبرس في موقعه عين جالوت :
بعد انتشار التتار واستيلائهم على البلاد الشامية أخذوا يستعدون للتقدم نحو مصر ، فتأهب قطز وخرج عام 685هـ متوجها إلى الشام لقتال التتار ، ويسبقه على مقدمة الجيش ركن الدين بيبرس ، فالتقوا عند عين جالوت ووقع القتال يوم الجمعة في الخامس عشر من شهر رمضان وتم قتل قائد الجيش المغولي وكسر شوكة التتار ، ويرجع الفضل لظاهر بيبرس .اعتلاء عرش البلاد :
بعد معركة عين جالوت أراد بيبرس أن يأخذ حلب ولكن قطز رجع عن وعده ، من المحتمل أن قطز خشى من نفوذ بيبرس فأضمر له الشر ، مما دفعه للاتفاق مع الأمراء الناقمين على قطز للتخلص منه ، وبعد مقتل قطز سار الأمراء الذين قتلوه إلى الدهليز السلطاني بالصالحية واتفقوا على سلطنة بيبرس ، فجلس على العرش بقلعة الجبل يوم الخميس السابع عشر من محرم عام 676هـ ، وكان هو أول سلاطين المماليك البحرية .عمل الظاهر بيبرس على استمالة العامة لكي ينسيهم مقتل قطز ، فقام بتخفيف الضرائب ، ولما عَلم علم الدين سنجر الحلبي نائب السلطنة بدمش عن مقتل قطز ، غضب ورفض الامتثال لسلطة بيبرس ، ودعا نفسه وتلقب بالملك المجاهد وضرب النقود باسمه ، حاول بيبرس أن يسيطر على الأمر ، فجهز جيش بقيادة علاء الدين البندقداري ، وتم اعتقاله وحمله للقاهرة للظاهر بيبرس .عمل بيبرس أيضًا على القضاء على ثورة الكوراني وهي ثورة شيعية قامت بالقاهرة تستهدف إحياء الدولة الفاطمية وتمكن الظاهر بيبرس من القضاء عليها ، ثم بدأ في الإصلاحات الداخلية فعمل على إحياء الخلافة العباسية عام 659هـ ونصب المستنصر بالله أحمد بن القاسم ، وكان الظاهر بيبرس أول من جلس للمظالم من سلاطين المماليك من شده حرصه لقيام العدل خصص يومي الاثنين والخميس للنظر في القضايا ، ومنع بيع الحشيش والخمور وأغلق الحانات .واهتم بيبرس بالبريد وأولى له اهتمامًا خاص و زاد عدد المحطات على الطريق وجهزها بخيل سريعة وصرف المكافآت والمرتبات ، وحرص على قراءة ما يرد إليه من بريد ، أيضًا عمل على تجهيز الجيش لصد هجمات الأعداء ، تميز عهد الظاهر بيبرس بكثرة المباني والعمائر الحضارية فبنى المساجد والحمامات والرباع والحانات ، حتى ازدهرت الدولة وأصبحت القاهرة وقتها مركزًا من المراكز الحضارية وتميزت بالزخارف الحجرية وأنشأ أيضًا المدرسة الظاهرية .بدأ حملاته على الصليبيين منذ عام 664هـ ، توجه لدمشق وتم الاستيلاء على معاقل الفرنج وفي عام 666هـ فتح الشام ويافا وفتح أنطاكية وبغراس .وفاته :
بعد هزيمة الصليبيين وصل الظاهر بيبرس للشام ونزل بالقصر الأبيض واختلف المؤرخين عن سبب وفاته ، ومن أشهر ما قاله المؤرخون عنه أنه كان ملكًا عادلًا لم يشرب خمرًا طوال حياته وكان ملازمًا لصلواته الخمس ، جهاد ضد التتار والمغول والصليبيين .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك