تزخر المملكة بعدد من الشخصيات التى حملت على عاتقها تطوير المملكة في ميادين عده وبذلت ما في وسعها لإعلاء شأن المملكة ، منهم الأمير عبدالعزيز بن إبراهيم آل إبراهيم ، وصفه المستشرق الإنجليزي عبدالله فيلبي بأنه رجل قوي ، وقوي في أحكامه وإرادته وكان ملمًا بأحكام الشريعة الإسلامية وعارف بها .ولد الأمير عبدالعزيز بن إبراهيم بمدينة الرياض في العام 1297هـ ، واختلفت الروايات حول تاريخ مولده بالتحديد ، ولكن المصدق في جواز السفر هو هذا العام ، كان الأمير رجل وقور وضخم الجثة مهيب الطلعة ، له لحية بيضاء تولى مسئوليات كل من إمارة المدينة المنورة وعسير والطائف ، وكان رحمه الله محبًا للعلم وقريبًا من كل الناس .كان للأمير عبدالعزيز آل إبراهيم دورًا هامًا في توحيد الكلمة ، وقد تجددت علاقة أسرة آل إبراهيم بآل سعود ، وكان الأمير محل ثقة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وقد اختاره لمهام عديدة مما يدلل على الثقة الكبيرة به ، فقد أعطى الأمير محمد بن طلال لأمير خاتمه الذي يوقع به المعاملات الرسمية ، وقد أظهر ثقة كبيرة لكي يفوضه للتوقيع بديًا منه .بعد عودة الأمير إلى حائل عام 1341هـ أمره الملك عبدالعزيز آل سعود بالتوجه إلى عسير ، لكي يعمل أميرًا عليها ، كما أنه من الذين رافقوا المؤسس في رحلته التاريخية لمكة المكرمة .حين كان المؤسس يحاول ضم إمارة عسير والمناطق التي حولها ، كان الأمير يراقب الأحداث لحظة بلحظة ، ولكن الملك رحمه الله اختاره للإمارة وكاتب الشيخ عبدالوهاب أبو ملحة وأوصاه به ، ومن الجدير بالذكر أنه كان هناك فراغ أمني قبل وصول عبدالعزيز بن إبراهيم ولكنه قام بعمل العديد من الإصلاحات التي تعيد الأمن للناس ، وقد أسند له الملك عدد من المهام منها القيام بالتصدي للفتن وصرف اهتمام الناس إلى ما ينفعهم .ثم عام 1343هـ تم تعين الأمير ليكون أميرًا على الطائف ، وكان هو أول أمير عليها بد ولاية المؤسس ، فعمل على توطيد أمن الإمارة وقادة عدد من الحملات العسكرية لإخضاع القبائل المجاورة وظل أميرًا على الطائف لثلاث سنوات عمل فيهم على تهدئة الأمن ومكافحة الجريمة ، ثم تولى الأمير زمام المدينة المنورة عام 1346هـ بذل خلالها الكثير من الجهود وأنجز المهام وشيوع الطمأنينة والاستقرار ، وقضى في المدينة قرابة العشرة أعوام .ولما تقدم به العمر واشتد عليه المرض طلب من الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه أن يعفيه من منصبه وبعد استقالته من إمارة المدينة ، أصدر الملك رحمه الله أمرًا بتعينه عضوًا بمجلس الوكلاء برئاسة الملك فيصل بن عبدالعزيز آنذاك وكان مقره العاصمة المقدسة.وكان الأمير عبدالعزيز بن إبراهيم من ضمن الذي رفعوا للملك عبد العزيز رحمه الله التسمية الجديدة للمملكة ، بدلًا من مملكة نجد والحجاز إلى المملكة العربية السعودية ، أيضًا اشتهر الأمير بحبة الشديد للأدب وتشجيعة للأدباء والمثقفين ، فكان مجلسه كل مساء يتحول لندوة ثقافية ، يٌحكى فيها القصص التاريخية ويُلقى الشعر .وفاته :
لما استقال من إمارة المدينة المنورة وأشتد عليه المرض فقرر السفر إلى مصر من أجل العلاج ، ولكنه قد توفى عام 1365هـ الموافق عام 1946م عن عمر يناهز الثامنة والستون عامًا كما ذكر الشيخ حمد الجاسر ، فرحمه الله رحمة واسعة لما قدمه للمملكة من خير وعطاء طوال مشواره السياسي .