يان إينخنهاوسز هو مكتشف عملية التمثيل الضوئي بالنباتات ، حيث لاحظ ضرورة وجود الضوء لعملية التمثيل ، التي يمتص من خلالها النبات ثاني أكسيد الكربون ، ثم يبدأ في إخراج الأكسجين بعد ذلك ، وهو أيضًا مكتشف أن النباتات والحيوانات تقوم بعملية التنفس الخلوي .وهو أيضًا من قام بإعطاء مرضى الجدري في فيينا ، مصلاً للعلاج عام 1768م ، ثم أصبح بعد بعد ذلك مستشارًا خاصًا وطبيبًا شخصيًا للإمبراطورة النمساوية ماريا تيريز ، وهذه هي قصته.مولده ونشأته :
وُلد عالم الأحياء والكيميائي جان إنجنهوس أو إنغن-هوس فرس ، أو كما اشتهر يان إينخنهاوسز في الثامن من شهر ديسمبر عام 1730م ، لعائلة إنجين هوس الأرثوذكسية القاطنة بمقاطعة بريدا بمدينة ستاتس برابانت بهولندا .درس يان إينخنهاوسز الطب في رحاب جامعة لوفين ، وهو بسن السادسة عشر عامًا ، حيث حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة في عام 1753م ، بينما ارتاد آخر عامين بالجامعة في جامعة ليدن ، حيث استمع إلى محاضرات ألقاها أستاذه بيتر فان موشنبروك ، والذي شجع إينخنهاوسز على دراسة علوم الكيمياء ، وعقب انتهاء العامين الأخيرين بالجامعة عاد إينخنهاوسز مرة أخرى إلى بريدا ، ليبدأ في ممارسة مهنة الطب التي تعلمها .عمله :
توفى والد إينخنهاوسز في عام 1764م ، ومن ثم قرر الأخير أن يقوم بجولة دراسية عبر أوروبا ، بداية من انجلترا حيث أراد التعرف على أحدث التقنيات والسبل الطبية في التلقيح ضد مرض الجدري .وسرعان ما قام إينخنهاوسز بالاتصال بصديق العائلة القديم الطبيب جون برينجل ، والذي كان صديقًا للأسرة منذ عام 1740م ، وبحلول عام 1767م استطاع إينخنهاوسز تطعيم أكثر من سبعمائة مواطنًا من سكان إحدى قرى هيرتفوردشاير ، ضد وباء الجدري .وبحلول عام 1768م كانت الإمبراطورة ماريا تيريزا قد قرأت رسالة ، أرسلها لها الطبيب جون برينجيل ، بشأن نجاحه في القضاء على وباء الجدري بانجلترا .ولكن المؤسسة الطبية عارضت مثل تلك التطعيمات في الإمبراطورية النمساوية ، فقررت الإمبراطورة النمساوية أن تكون أسرتها أول من يتلقى التلقيح ، وطلبت في هذا الوقت الاستعانة بمساعدة البيت الملكي الانجليزي .وبناء على توصية من الطبيب جون برينجيل تم اختيار إينخنهاوسز ، ليسافر إلى النمسا من أجل إتمام مهمة عملية التلقيح لأسرة الإمبراطورة النمساوية ، وكانت الخطة في القضاء على هذا الوباء هو إعطاء تطعيم للأسرة المالكة ، عن طريق خداعهم بإبرة وخيط مغلف بجراثيم وباء الجدري ، وهي مأخوذة من شخص مصاب ، حيث أن منح الجسد القليل من الجراثيم من شأنه أن يطوّر مناعة الجسم كله ضد هذه الجرثومة ، فإن أصابت الشخص ماتت فورًا .وكانت طريقة التطعيم فعّالة وناجحة للغاية ، وأصبح إينخنهاوسز طبيبًا خاصًا للإمبراطورة ماريا تيريزا ، ثم استقر إينخنهاوسز في فيينا ، حيث تزوج في عام 1775م من أجاثا ماريا جاكين .بدء من عام 1770م انصب اهتمام العالم إينخنهاوسز على التبادلات الغازية للنباتات ، وذلك عقب لقائه مع العالم جوزيف بريستلي بمنزله في مدينة بيرستال غرب يوركشاير ، عام 1771م حيث اكتشف بريستلي أن النباتات تقوم بامتصاص الغازات ثم تخرجها مرة أخرى بشكل جديد .وبحلول عام 1779م استكمل إينخنهاوسز جولته نحو شمال انجلترا بصحبة العالم بنيامين فرانكلين ، حيث اكتشف إينخنهاوسز أن النباتات في الضوء تعطي فقاعات من ألأوراقها الخضراء بينما تتوقف عن هذا الأمر في الظل ، وحدد نوع الغاز الذي تنتجه النباتات بغاز الأكسجين .كما اكتشف إينخنهاوسز أن النباتات في الظلام تعطي ثاني أكسيد الكربون ، وكشف أيضًا أن كمية الأكسجين التي يتم إنتاجها في الضوء أكثرمن كمية ثاني أكسيد الكربون ، التي تنتجها النباتات في الظلام .وفاته:
قضى إينخنهاوسز وقتًا غير قليل في كل من سويسرا وانجلترا وفرنسا واسكتلندا ، إلى جانب عمله في هولندا وفيينا ، حيث عمل على العديد من الأبحاث في مجالات الكيمياء والكهرباء ، والتوصيل الحراري ، وعمل برفقة كل من العالمين هنري كافنديش وبنيامين فرانكلين .وبحلول عام 1769م تم انتخاب إينخنهاوسز ليصبح زميلًا بالجمعية الملكية في لندن ، وتوفى العالم إينخنهاوسز في بوود هاوس بمدينة كالن في انجلترا ، عام 1799م ودُفن في فناء كنيسة سانت ماري العذراء في مدينة كالن .