قصة نجاح جوزيف ليستر

منذ #قصص نجاح

الطبيب البريطاني الشهير السير جوزيف ليستر ، أو البارون ليستر الأول كما اشتهر خلال الفترة ما بين الفترة من 1883م و1897م ، حيث استطاع أن يحدث طفرة في عالم المطهرات الطبية باكتشافه لاختراع التعقيم .وكان ليستر هو أول من عزز ودعم فكرة الجراحات ، باستخدام أدوات طبية معقمة إبان فترة عمله بمشفى جلاسكو الملكي ، حيث استطاع أن يستخدم حمض الكربوليك الشهير الآن باسم الفينول ، إلى الأدوات الجراحية لتعقيمها وتنظيف الجروح .واستطاع ليستر بفضل اختراعه هذا ، أن يقدم تطورًا في علم الأحياء الدقيقة ، حيث اكتشف ليستر بأن المطهر لابد له من أن يضاف بنسبة محددة ، من أجل أن تتم عملية التعقيم ، بدلاً من استخدامه مخففًا لإزالة الروائح الكريهة فقط ، وأدى اكتشافه هذا إلى خفض نسب حدوث العدوى ، عقب إجراء العمليات الجراحية مما جعلها أكثر أمنًا للمرضى ، واشتهر الجراح البريطاني ليستر باسم أب الجراحة الحديثة ، وهذه هي قصته .نشأته ودراسته:
ولد جوزيف ليستر في الخماس من إبريل عام 1827م ، بمدينة إبتون بانجلترا ، وتربى ليستر في منزل عائلته بويست هام في مقاطعة إسكس ، وهو ابنًا لجوزيف جاكسون ليستر مخترع عدسات المجهر المركب .وكانت عائلة ليستر تنتمي إلى الكويكر ؛ وهي حركة مسيحية أسسها جورج فوكس في حوالي عام 1650م ، وكانت تلك الحركة تكرس المبادئ السلمية كأساس لها ، وأظهر ليستر أثناء تواجده بالمدرسة نبوغًا ملحوظًا ، حيث استطاع التحدث بكل من الفرنسية والألمانية بطلاقة شديدة ، وارتاد في سن المراهقة مدرسة غروف هاوس توتنهام ، ودرس خلالها الرياضيات والعلوم الطبيعية ، إلى جانب اللغات .ثم التحق ليستر عقب ذلك بجامعة لندن ، وكانت واحدة من بين مؤسسات قليلة للغاية ، التي تقبل بين أفرادها الكويكرز آنذاك ، حيث درس ليستر في البداية علم النبات ، وحصل بعدها على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1847م ، ثم درس بكلية الطب وحصل على البكالوريوس في الطب بمرتبة الشرف ، ليرتاد بعد ذلك الكلية الملكية للجراحين وهو يبلغ من العمر ستة وعشرون عامًا .وبحلول عام 1854م أصبح ليستر زميلاً ومساعدًا أول ، للجراح جيمس سايمي في جامعة أدنبره ، ومشفى أدنبرة الملكي باسكتلندا. والتي انضم من خلالها إلى الجمعية الطبية الملكية وقدم من خلالها أطروحتين في الفترة من أعوام 1855م و 1871م ، والتي تحتفظ بها الجمعية حتى يومنا هذا .انفصل ليستر عن الكويكرز لينضم إلى الكنيسة الاسكتلندية الأسقفية ، وتزوج من ابنة سيم أجنيس ، التي كانت تعمل أيضًا في مجال البحوث الطبية ، وصارت شريكة لزوجها جوزيف ليستر في المختبر ، لبقية حياتهما معًا .أعماله :
قبل أن يقدم ليستر دراساته في مجال الجراحة ، اعتقد الكثيرون أن التعرض للهواء الملوث ، هو ما ينجم عنه الأضرار الكيميائية التي تؤدي إلى تلوث الجروح ، وحدوث العدوى ، حيث كانت المستشفيات في هذا الوقت تطلق بعض المطهرات في الهواء ، كإجراء وقائي ضد انتشار العدوى بها عن طريق المسام أو التلامس وهكذا ، حيث لم تكن تتوفر لديهم مرافق لغسل الأيدي أو تطهير جروح المرضى ، فلم يكن غسل الطبيب ليديه إجراء شرطيًا قبل فحص المريض ، حيث لم تكن تلك الممارسة ضرورية لتجنب العدوى .وأثناء عمل ليستر أستاذًا للجراحة بجامعة جلاسكو ، اطلع على الورقة البحثية التي نشرها الكيميائي الفرنسي  لويس باستور ، والتي أوضح من خلالها بأن تلف المواد الغذائية يمكن أن يحدث في ظروف لا هوائية ، إذا ما كانت البكتيريا موجودة بالفعل ، حيث أكد ليستر ما توصل إليه باستور من استنتاجات عندما أجرى تجاربه الخاصة ، ثم قرر استخدام تلك النتائج في تطوير بعض التقنيات المتعلقة بالمواد الطبية المطهرة للجروح .جوائز :
على الرغم من التكريم الذي ناله ليستر لاحقًا ، إلا أن أبحاثه وأفكاره بشأن العدوى واستخدام المطهرات الطبية ، قد لاقت نقدًا لاذعًا في مسيرته المهنية الأولى ، فقد تلقت أفكار ليستر سخرية لاذعه لأول مرة ، في عام 1869م عندما نشر أفكاره باجتماعات الجمعية البريطانية في ليدز ، والمرة الثانية في عام 1873م عندما حذرت المجلة الطبية لانسيت ، الأطباء والمهنيين من أفكار ليستر التقدمية .وعلى الرغم من ذلك ، لم يعدم ليستر بعض المؤيدين من أمثال الجراح الاستشاري ماركوس بيك ، والذي لم يكتف فقط باستخدام تقنية ليستر في عملية تطهير الجروح ، بل قام أيضًا بنشرها بأحد كتبه في مجال الجراحة آنذاك .وفاته :
توفى الجراح البريطاني جوزيف ليستر ، في العاشر من فبراير عام 1912م ، في منزله المعروف حاليًا باسم كواست هاوس ، عن عمر ناهز الأربعة وثمانون عامًا ، وتم دفنه في مقبرة تقع في غرب مدينة هامبستيد بلندن .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك