قصة سلفادور دالي

منذ #قصص نجاح

ما أن يسمع أحدنا عن شخص ما ، أنه فنانًا حتى تتداعى لذهنه بعض الصور المختلفة منها الغامض والحزين ، حيث يعتقد البعض بأن الفنان لابد أن يكون له مستودعه الخاص به ، وشخصية معقدة ، وبالطبع سمعنا جميعًا عن مقولة الفنون جنون ، ولكن كم من الصحة خلف تلك المقولة ، بالنسبة لفنان مثل سلفادور دالي .نشأته وشخصيته :
ولد سلفادور دالي في مدينة جرندة بإسبانيا ، عام 1904م وكان والديه قد أطلقوا اسمه عليه ، نسبة إلى شقيق له قد توفى قبل ثلاثة أعوام من مجيء دالي إلى الحياة ، مما جعل دالي يشعر بأنه نصف شخص ، وليس إنسانًا كاملاً كغيره ، كانت تنتابه نوبات من الغضب جراء النظرات المتفحصة له ، بحثًا عن شقيقه الذي كان قد غاب من قبل .برزت معالم الاضطراب العقلي ، لدى سلفادور وعمره خمسة أعوام ، حيث أبدى ميولاً سادية في تعذيب الآخرين وإيذائهم بشدة ، فقد كان يسير إلى جوار صديق له ، على جسر به جزء متهدم من الحجاز ، فقام دالي بدفع صديقه ، وأسقطه فوق الصخور البارزة ، والتي نتج عنها إصابات خطرة كادت أن تودي بحياة رفيقه ، ولم ينته الموقف باعتذار دالي ، وإنما جلس بهدوء يشاهد ما فعل وهو مبتسم .لم تتوقف تلك السادية ، التي ولدت مع دالي عند هذا الحد فقط ، بل تزايدت مع صعود النازية ، التي حاول كافة الفنانون الابتعاد عنها ، وعن السياسة قدر الإمكان ، عدا سلفادور الذي تحدث جهرًا عن محبته لهتلر ، وإعجابه الشديد به لدرجة أنه قد رسم لوحة ، أسماها ساتمناء هتلر ، وتحدث من خلال خطوطه السيريالية عن أمنياته الجنسية تجاه هتلر !بدأت سادية دالي تتجسد بعد ذلك في لوحاته ، حيث رسم العديد من اللوحات التي صدمت النقاد ، وكلنها لم تكن أقل صدمة من دفع طفل صغير ، من فوق الجسر ، مما دفع العديد من الأطباء النفسيين ، بتشخيص حالة دالي ، بأنها فصام في الشخصية .فيما بعد تحدث دالي ، أمام العديد من الأشخاص بشأن الهلاوس التي تراوده ، وتقبع داخل عقله لتتحكم فيما بعد بريشته التي يخط بها لوحاته ، وكانت إحدى أعماله المعبرة عن هذا الهوس متجسده في لوحة ثبات الذاكرة ، التي حملت في طياتها الكثير مما يحمله دالي ، في عقله الباطن حيث ذكر دالي ، أنه كان أول من اندهش من تلك اللوحة ، فهو كما وصف نفسه ، كان متلقٍ مثل غيره لتلك الهلاوس الفنية البحتة .نال دالي شهرته الواسعة عقب عدة مراحل كان قد مر بها ، حيث شارك دالي في صناعة أحد الأفلام السينمائية ، مع مخرج إيطالي مميز ، وقد منحه هذا العمل نسبة شهرة لا بأس بها ، ولكن المحطة التي ساعدته كثيرًا على الشهرة ، وتركت بصمة سلفادور دالي عليها ، كانت لوحة ثبات الذاكرة ، التي رسمها بعقله الباطن المهلوس واللاعاقل ، وكانت تلك اللوحة قد عرضت في نيويورك بمعرض جوليان ليفي عام 1923م ، واشتراها أحد محبي الفن المعروفين في هذا الوقت ، وقام بالتبرع بها لمتحف الفن الحديث في نيويورك .تلك اللوحة التي لفتت الأنظار صوب دالي وفنه ، قال عنها النقاد أنها غير مفهومة أو أنها للأدق صعبة الفهم ، فالبعض يرى السيريالية دربًا واسعًا من الجنون ، فالبعض قد لا يستوعب لوحة ، تحمل في طياتها ساعة تذوب في رمال الصحراء ، ولا يوجد بها إنسانًا على سبيل المثال ، ولكن هلاوس دالي ليست مثل غيرها ، فلا وجود لديه للوقت لذلك فرسمة لساعة تذوب في صحراء ، تعني لدى دالي مفهوم تلاشي الزمن ، وفقًا لهلاوس ومعتقدات عقله الباطن .وفاته :
تعرّض سلفادور دالي عام 1984م ، إلى الاحتراق في غرفته في ظروف غامضة ومريبة ، لا أحد استطاع أن يعرف عنها شيئًا ، وقد وصفها البعض محاولة للانتحار ولكنها فشلت ، حيث رقد دالي بالمشفى لفترة من الوقت ، ثم خرج بعدها ليحيا لخمسة أعوام أخرى ، حتى توفى في الثالث والعشرين من يناير عام 1989م ، تاركًا خلفه علامة استفهام تشير إلى حجم الفن الذي خلّفه وراءه دالي ، حيث أصبح سلفادور دالي جزء من التراث الشعبي .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك