تُعمر الجزيرة العربية برجالها الذين حملوا مرحلى البناء والتأسيس على أكتافهم ، من بينهم قصة عمعوم وهو عبدالله بن النفيسة ، أحد أبناء آل نفيسة ، فعددًا من أبناء هذه الأسرة كان لهم الدور البارز في اتساع رقعة الدولة من خلال مشاركتهم بمراحل البناء و خاصة بعدما ضم الملك عبدالعزيز رحمة الله العديد من المدن النجدية وإقليم الإحساء ، ويظل اسم الشيخ عبدالله بارزًا وحاضرًا بقوة في مراحل توحيد المملكة .المولد والنشأة :
ولد الشيخ عبدالله بن علي بن حسن النفيسة عام 1296هـ ، في بلدة ضرماة الواقعة في إقليم الوشم ، نشأة في كنف أسرته والتي كانت معروفة بكثرة الفرسان وتحليهم بالشجاعة وتمسكهم بالدين الحنيف ، تعلم فيها الفروسية ، كان الشيخ عبدالله أحد الرجال الذين حاربوا مع المؤسس رحمة الله ، بدأ الشيخ حياته بتعلم علوم الشريعة وأصول الدين .انضمامه لجيش وشجاعته :
ثم انضم الفارس عبدالله بن النفيسة لركب الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1319هـ ، كان من المقاتلين الذين لا ينشق عنهم الغبار ، اتقن الشيخ فنون الفروسية والقتال واعتمد الملك عليه في الكثير من الشئون الدبلوماسية ولا سيما في إقليم الاحساء .المعارك والغزوات :
شارك الشيخ في العديد من الغزوات والمواقع الحربية ومن مواقفه المشهورة التي تدلل على شجاعته هي قصته المعروفة والمشهورة في تسلقه لأسوار قلعة الكوت حيث تقدم فرقة الفداء وتسلق أسوار القلعة مع مجموعة من الرجال واشتبك مع الجنود الأتراك الذين يحرسون البوابة حتى تمكن من فتحها لكي يدخلها الملك عبدالعزيز ورجاله ممن كانون يحاصرون القلعة .من المعارك التي خاضها مع المؤسس هي معركة البكرية ومعركة جراب ومعركة عنيزة ومعركة بريدة والإحساء ومعركة الجهراء ومعركة عسير وتربة ومعركة الشنانة ومعركة طرفة ومعارك لدخول أقاليم أخرى منها .أطلق الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه لقب عمعوم لأن الشيخ كان عندما تبدأ الحرب يتحمس وبقوة ويندفع إلى الأمام ويفتخر أبناءه بهذا اللقب المشهور به الشيخ ، وعلى الجانب الأخر من حياة الفارس فقد كان زاهدًا ، كان يحرص رحمه الله على الصلاة بالمسجد .قصته مع الشاعر ابن سبيل :
قام العديد من المؤرخون بالكتابة عن الشيخ وبطولاته ومعاركة مع المؤسس رحمه الله ، منهم المؤرخ عبدالله بن خميس الذي وصف الشيخ بأنه من أسرة عريقة وكان يقدم نفسه فداءً للوطن ، وتناقل المؤرخون أيضًا قصته الشهيرة مع الشاعر عبدالله بن سبيل عندما كان الشيخ في طريقه للحجاز وكان دائم السمع عن صيت الشاعر وكرمه .ومر الشيخ على قرية نفي لكي يتعرف عليه ، وعندما دخل القرية من غير موعد قابل ابن سبيل فرحب به واستضافه دون أن يعلم الشيخ بذلك ، ومر العصر والظهر والعشاء حتى قال له ابن سبيل أنا رفيقك الذي تبحث عنه ، وقال له الشاعر عدد من الأبيات الشعرية الجميلة .وفاته :
توفى الشيخ رحمة الله في شهر ذي الحجة من العام 1379هـ عن عمر ناهز الثلاث وثمانين عامًا ، قضى منهم نحو ستون عامًا في خدمة المملكة وأهلها فرحمه الله رحمة واسعة .