اسدود هي قرية كانت تقع في الشمال على الطريق الرئيس الذي يربط السهل الساحلي لأرض فلسطين ، وتربطه بالقدس ، ويرجع تاريخها للقرن السابع عشر قبل الميلاد كما دلت الحفريات الأثرية ، بناها الكنعانيون الذين سكنوا أرض فلسطين وكلمة أسدود بمعني الحصن ، وهي اليوم مدينة تطل على سواحل البحر الأبيض المتوسط بإسرائيل المحتلة .
شهدت المدينة عددًا من المعارك على مدار التاريخ ما يطلق عليهم معارك اسدود التي أطلق عليها المؤرخ هيرودوتس معركة اليهود أو معركة رأس العين ، ومعركة عزاريا ، ومعركة تغلات بلاسر الثالث ملك أشور .
المعارك التي حدثت بها : يرجع ذلك لأهمية الكبيرة للقرية حيث كانت حصن منيع لارتباطها بالساحل فكانت مطمع للغزاة والطامعين على مدار التاريخ ، ووقعت معارك أسدود : المعركة الأولى بين كل من اليهود وأهالي قرية اسدود من الفلسطينيين ، وكانت المعركة الثانية بين عزاريا ملك يهودا وبين أهالي القرية ، والمعركة الثالثة بين كل من تغلات بلاسر الثالث ملك أشور وأهالي فلسطين ، والمعركة الرابعة بين الرومان وأهالي القرية من الفلسطينيين .
أراد اليهود بسبب مكانة المدينة وضخامتها واتساع المناطق التابعة لها السيطرة عليها ، بعد مهاجمة اليهود للقرية عام 1050 قبل الميلاد قابلهم أهالي فلسطين بالتصدي لهم وحقوا انتصارًا باهرًا في معركة رأس العين واستولى الفلسطينيون في قرية اسدود وأيضًا على تابوت العهد (الذي كان يحفظ فيه اليهود شرائعهم) وقام بوضعه في هيكل داجون ، وبعد حوالي ثلاث قرون هاجم ملك اليهود عزاريا القرية مرة أخرى وقام بهدم أسوار القرية ، ثم هاجمها الملك تغلات بلاسر الثالث وقتل كل المدافعين عن المدينة .
حيث كانت تسيطر على اليهود شهوة التوسع وفقاموا بتحريض من شاباقا فرعون مصر ، بإرسال قوة من أجل محاصرة المدينة ، فقام الملك صارغون الثاني ملك الأشوريين في هذا الزمان بمحاصرة المدينة واستمر الحصار قرابة الثلاث أعوام ، ثم أخضع ملكها تمكنوا من الاستيلاء عليها 29 سنة .
وفي عهد أشور بانيبال فرض بساميتكوس فرعون مصر الحصار على مدينة أسدود ، وكان هذا الحصار أطول حصار بالتاريخ ، بعدما استولى الفرس على مصر في أواخر القرن واستولوا على كل من أسدود وكل فلسطين ، إلى أن جاء القرن الرابع قبل الميلاد ، ووقعت مدينة أسدود بالكامل تحت سيطرة الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني وظلت على هذا الحال إلى العصر الهليني عاصمة لمنطقة وعُرفت باسم أزوتوس .
عانت أيضًا المدينة من النزاعات المستمرة بين البطالة والسلوقيين خلفاء الاسكندر في مصر وسوريا ، ثم في عام 63 قبل الميلاد دخلها الرومان واستولى القائد الروماني بومبي عليها وجعلها جزء من ولاية سوريا ، ولم يذكر التاريخ المدينة بالعهد المسيحي ، ثم قام العرب المسلمين بالدخول إلى القرية في القرن السابع الميلادي .
وقد ذكرها المؤرخون المسلمون بكتاب المسلمين القدامى وأيضًا في المسالك والممالك بالقرن الثالث الهجري .