قصة معركة الريدانية

منذ #قصص حروب

بدأت معركة الريدانية بتاريخ 22 يناير 1517م ، 29 من ذي الحجة سنة 922 هجريًا ، ودارت أحداثها بمنطقة الريدانية واسمها في العصر الحالي منطقة العباسية بالقاهرة ، وكانت المعركة بين السلطان العثماني سليم الأول وطومان باي وهو من المماليك الذين حكموا مصر في ذلك الوقت .

بعد أن قام السلطان العثماني سليم الأول بغزو بلاد الشام ، كان يريد التوجه إلى مصر والتي كان يحكمها المماليك في ذلك الوقت ، فأرسل السلطان سليم الأول رسولًا لزعيم المماليك وقتها طومان باي وطالبة بأن يخضع مصر إلى الدولة العثمانية وعرض عليه في رسالته أن يكون واليًا من قبل السلطان العثماني وذلك على أن يدفع الخراج السنوي .

فى بادئ الأمر استسلم طومان باي وخاصة أن الجيش كان في حالة انهيار بعد معركة مرق دابق ، ولكن أتباعه من الشراكسة رفضوا هذه الرسالة وقتلوا رسول الدولة العثمانية وأجبروا طومان باي على محاربة الدولة العثمانية .

وبعدما وصلت أنباء قتل الرسول إلى السلطان سليم الأول ، قرر أن يتوجهه بجيشة إلى مصر والذي كان يقدر بحوالي مائة وخمسون مقاتل ومعهم المدافع الكثيفة وذلك عبر صحراء فلسطين حيث وصل إلى العريش .

أما في ذلك الوقت من جانب المماليك ، فقد حاول طومان باي أن يجمع أتباعه لمواجهه العثمانيين في تلك المنطقة وذلك لأن طول الصحراء لابد أنه تسبب في إنهاك العثمانيون ومن الممكن أن يكون الماء نفذ معهم ولكن أتباعه خذلوه واعتمدوا على وجود حصن الريدانية وكانوا يوهموه بأنهم يتواجدون في المعسكر نهارًا ليكونوا أمام عينيه وفي الليل يعودون إلى منازلهم .

ولسوء حظ المماليك ، فقد هطلت الأمطار الغزيرة في الصحراء أثناء سير الجيش العثمانى مما سهل عليهم الطريق ووصلوا إلى البلاد أسرع من المتوقع ، وقد قام طومان باي بجمع عدد من أبناء الشعب المصري مع أفراد جيش المماليك حتى وصل العدد إلى 90 ألف مقاتل وقام بتجهيز 200 مدفع ووضعهم في حصن الريدانية وأقاموا العتاد وجهزوا الموقع للمعركة .

وكانت للخيانة في صفوف المماليك الأثر الأكبر لنجاح العثمانيون في تلك المعركة حيث اكتشفت مخابرات السلطان العثماني الخطة التي وضعها المماليك وقاموا بعمل خطة مضادة عندما أظهروا أنهم سوف يسيروا من الطريق المؤدي للريدانية عن طريق العادلية ثم التفوا حول جبل المقطم بسرعة وانقضوا على المماليك من ظهورهم ، وبدأت المعركة .

ألتقى الجيشان في منظقة الريدانية ، وحدث بين الجيشين معركة شديدة الفتك حيث قتل الكثير من العثمانيين بعدد لا يحصى ، ويحدثنا إبن إياس قائلًا في وصف لما حدث : ثم دبت الحياة في العثمانية ، فقتلوا من عسكر مصر ما لا يحصى عددهم .

وقد استمرت تلك المعركة الكبيرة بين المماليك والعثمانيون لحوالي أكثر من 7 ساعات ، وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للمماليك بالرغم من فقد العثمانيون لخيرة الرجال والذي كان من بينهم الخادم سنان باشا والذي قتل على يد طومان باي عندما قام بقيادة مجموعة فدائية وكان على رأسهم .

وقد قام باقتحام معسكر السلطان سليم الأول وقام بالقبض على وزيره وقتله بيده معتقدًا أنه سليم الأول ، ووجه طومان باي ضربات شديدة أودت بحياة الكثير من القادة في الجيش العثماني وذلك يرجع للشجاعة المعروفة عن المماليك ولكن بالرغم منها لم يتمكنوا من مواجهه الجيش العثماني كثيرًا .

وهذا لأن المماليك فقدوا حوالي 25 ألف مقاتل من صفوفهم بسبب استخدام الجيش العثماني للأسلحة بكثافة كالمدفعية والبنادق ، التي أتت بحياة الكثير من المماليك حتى وصلت إلى هذا الرقم ، وقد قام طومان باي بالهروب من ساحة المعركة تاركًا العثمانيون يدخلون إلى العاصمة ، وقد عانوا وفقدوا الكثير من الرجال حتى تمكنوا من الوصول إلى عاصمة مصر بسلام .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك