إنها من أبرز الحروب في شمال أفريقيا في وقتها ، وهي صراع مسلح وقع بين الدولة الجزائرية والمغرب ، لعدة أسباب سنذكرها ، ونذكر أهم نتائج هذه الحرب ، واتفاقيات وضع السلاح لإنهائها.
أسباب اندلاع الحرب بين المغرب والجزائر 1963م فيما عرف باسم حرب الرمال : بعد عام من استقلال الجزائر ، اندلعت هذه الحرب بين هذين البلدين المتجاورين وإن من أسباب اندلاع هذه الحرب ، عدم وجود اتفاقية ترسيم الحدود بينهما ، كما كان هناك أسباب أخرى منها اكتشاف البترول في المنطقة المتنازع عليها ، بالإضافة إلى ظهور ما يسمى بالحلم المغربي الكبير ، ومحاولات المغرب استرجاع أراضيه التي سيطر عليها الاحتلال الفرنسي .
المفاوضات حول كولومب بشار وتندوف ، ورغبة المغرب في استرجاع أرضه : بعد استقلال المغرب في ١٩٥٦م بدأ الملك مطالباته باسترجاع السيادة على بعض المناطق ، وكان ملك المغرب قد توصل في ٦يوليو ١٩٦١م لاتفاق مع رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة وقتها ، بالتفاوض مجددًا حول هاتين المنطقتين ، وبعد استقلال الجزائر تنازل رئيس الحكومة المؤقتة عن الحكم لأحمد بن بلة الذي رفض الاعتراف بأية مطالب للمغرب حول الحقوق التاريخية والسياسية للمغرب.
وأصل الحكاية يرجع إلى حقائق تاريخية استند إليها المغرب ، فطالب بالأراضي التي كان يعتقد أن فرنسا اقتطعتها منه وضمتها لمستعمرتها الجزائر مستندًا في ذلك لخارطة المغرب الكبير التي نشرها عبد الكبير الفاسي في ٧ يوليو ١٩٥٦م ، التي تستند على ما تقول المغرب أنه حقائق تاريخية ترجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر.
وكانت الحقائق التاريخية تؤكد أن الإدارة الفرنسية قررت بعد احتلالها للمغرب عام 1912م تحديد المنطقة الحدودية التي تقع بين البلدين على أنها منطقة غير مأهولة ، وليس لها أهمية ، ولكن بعد اكتشاف مناجم للحديد والمنجنيز في هذه المنطقة قامت فرنسا بتدقيق رسم الحدود وإدخال مناطق تندوف وكولومب بشار ضمن المقاطعات الفرنسية للجزائر ومن هنا بدأت المناوشات.
بداية حرب الرمال : قام ملك المغرب بزيارة الجزائر ، مما أدى إلى اندلاع حربا إعلامية بين البلدين ، حيث أقرت الجزائر بأن المغرب يطمع في توسعات في المنطقة ، ومن جهة أخرى رأي المغرب أن هذه اتهامات مزعومة .
ولكن حزب الاستقلال المغربي رفض موقف النظام الجزائري وما حدث من حرب إعلامية جزائرية على المغرب ، ومع ذلك استمر المغرب في التصعيد ، بنشره خارطته الكبيرة ، لتضم بها ثلث الجزائر ، الأمر الذي أغضب الرئاسة الجزائرية ، ومن هنا اندلعت حربًا حقيقة بين المغرب والجزائر اعتراضًا من الجزائر على التعدي الواضح على أراضيه.
حيث شنت عناصر من القوات الجزائرية هجومًا على بعض المناطق المغربية ، وسقط عشرة قتلى في الصف المغربي ، فأرسلت المغرب أكثر من وفد رسمي إلى الجزائر لوقف ما حدث من هجمات ولكن دون جدوى فقد أغلقت أبواب التفاوض بين البلدين ودق الطرفين طبول الحرب .
وصل الأمر إلى حد لا يمكن معه التراجع عن الحرب ، وأصر كلا البلدين على موقفه بل زاد الضغط ، واندلعت المظاهرات لبعض السكان حتى استقرت الأوضاع نوعا ما في منطقة بشار ، وفي الوقت ذاته بدأ كلا من البلدين بتعزيز القوى العسكرية الخاصة بهما على طول الحدود ، فوصل حد المناوشات بين المغرب والجزائر إلى طرد العمال المغاربة من الجزائر وكذلك طرد التجار الجزائريين من المغرب.
وقف الاقتتال بين المغرب والجزائر عام 1964م : ولم تتوقف نيران هذه الحرب إلا من بعد تدخل من الجامعة العربية ، ومنظمة الوحدة الإفريقية لوقف إطلاق النار ، ولكن هذه الحرب خلفت من وراءها توتر العلاقة بين البلدين .