سميت بعدة أسماء منها الحرب الطرابلسية أو الحرب البربرية الأمريكية الأولى أو حرب الساحل البربري نسبة لساحل شمال إفريقيا ، كانت حرب طرابلس ما بين عامي (1801-1805م) ، وهي أول حرب للولايات المتحدة الأمريكية خارج حدودها مع دول ساحل البرير المغرب والجزائر وتونس وطرابلس وانتهت الحرب بانتصار الدولة العثمانية وتوقيع معاهدات سلام بينها وبين الولايات المتحدة على أن تدفع الولايات المتحدة الجزية .
كانت الحرب أول الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة وهي تحت رئاسة توماس جيفرسون.
كانت الحرب بسبب مخالفة الولايات المتحدة أوامر والي طرابلس فقد كان الساحل الإفريقي تابعًا للسيادة العثمانية ، وعدم دفعها للجزية كما أن السفن الأمريكية دخلت لمنطقة البحر المتوسط بدون أخذ الإذن من البحرية العثمانية ، وأطلق البعض عليها حرب أمريكا المنسية لأنها غابت من ذاكرة الشعب الأمريكي .
أسباب ومقدمات الحرب : كانت الأساطيل العثمانية مع أساطيل الدول البربرية تحمي السفن التجارية في البحر المتوسط مقابل رسوم تدفعها الدول الأوروبية كانت بريطانيا تدفع نظير ذلك جزية سنوية قدرها 600جنية لخزانة الدولة العثمانية والدنمارك أربعة ألاف ريال شنكو وهولنوا 600 جنية وصقلية 4 ألاف ريال وسردينيا 6 آلاف جنية ، والولايات المتحدة 10 آلاف ريال ومعدات حربية بقيمة 4 ألاف مع الهدايا .
وفي أواخر القرن الثامن عشر بدأت السفن الأمريكية بعد استقلالها عن إنجلترا ترفع أعلامها منذ عام 1776م وتجوب المحيطات والبحار فتعرض البحارة الأتراك للسفن الأمريكية واستولوا عليها في مياه قادش وساقوها للسواحل الجزائرية والتي كانت ولاية عثمانية في تلك الوقت .
احتاجت الولايات المتحدة لسنوات لبناء أسطولها البحري حتى تكون قادرة على صد مثل تلك الهجمات حتى تواجه الأسطول العثماني القوي فاضطرت لعقد اتفاقية عام 1795م مع الدولة العثمانية ، بمقتضاها تدفع لتركيا 642 دولار ذهبي و1200 ليرة عثمانية ، وعلى الرغم من امتناع الدولة العثمانية مهاجمة البحرية الأمريكية لمدة عام ولم تحصل على جزية فحاول الإنجليز الثأر من عدوها الأوحد أمريكا فقاموا بالإيحاء إلى يوسف باشا القره مانلي بإعادة النظر في المعاهدة مما زاد من غضب الولايات المتحدة .
أرسلت الولايات المتحدة أسطولها إلى البحر المتوسط وكان الرئيس توماس جيفرسون كان للتو قد باشر أعمال الرئاسة فأرسل أفضل قواته حتى تعزز من الهيمنة الأمريكية في البحر المتوسط لكي يحاربون حاكم طرابلس وتوجه الأسطول يتقدمه أبطال حرب الاستقلال وكانوا يتمتعون بخبرة كبيرة في الأعمال البحرية .
وفي عام 1801م طلب يوسف زيادة الرسوم لـ 225 ألف دولار ولكن الرئيس كان متيقن من قدرة البحرية الأمريكية فتجاهل الرسالة ، وفي السادس من فبراير لعام 1802م شرع الكونجرس قرارًا بحماية المصالح الأمريكية وبحارة الولايات المتحدة ، ولما شعر والي طرابلس أن يماطلون في دفع الجزية تعمد أهانتهم وأمر جنوده بتحطيم سارية العلم الإنجليزي مما يعني إشارة واضحة للحرب وانطلق السفن العثمانية بحثًا عن السفن الأمريكية للاستيلاء عليها .
ولكن تم تمزيق المعاهدة بعد إهانة العلم وقرعت طبول الحرب وأرسلت الولايات المتحدة أسطولها البحري وقام الرئيس بإصدار أوامره بفرض الحصار على ميناء درنه ، وتم قصف المدينة بالمدافع عام 1803م ، وفي أكتوبر تمكنت البحرية العثمانية في مدينة طرابلس من اسر الفرقاطة ، وثم حدثت معركة درنه ، وعقب المعركة فرضت القوات العثمانية حصار على القوات الغازية الأمريكية وتم توقيع معاهدة إنهاء الحرب عام 1805م وعرفت باتفاقية طرابلس طلب من الولايات المتحدة غرامة قدرها 3 ملايين دولار وجزية سنوية 20 ألف دولار ولت تدفعها حتى عام 1812م .