قصة معركة شنانة

منذ #قصص حروب



هناك من المعارك التي قامت في المملكة ما كان فاصلًا في قيام الأحداث التاريخية وتطورها فيما بعد ، ومن أبرز تلك المعارك كانت معركة “شنانة” التي وقعت في شهر رجب من عام 1322 هجريًا والموافق شهر سبتمبر من عام 1904م .

وقد وقعت تلك المعركة بين قوات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقوات عبدالعزيز بن متعب بن متعب بن عبدالله الرشيد في محافظة الشنانة بمنطقة القصيم ، وتمكنت قوات الملك عبدالعزيز آل سعود من تحقيق الانتصار الذي جعل من تلك المعركة واحدة من أهم المعارك المميزة والفاصلة تاريخيًا في توحيد المملكة .

أحداث المعركة : لقد كانت هناك معركة مهمة أخرى سبقت معركة الشنانة ، ولم تكن هذه المعركة التي عُرفت باسم “البكيرية” حاسمة ، حيث خسر فيها الملك عبدالعزيز آل سعود الكثير من معداته وجنوده ، إلا أنه كان رجلًا يتمتع بالذكاء والحنكة وحسن التخطيط ، فاستطاع أن يجمع نحو عشرة آلاف مقاتل لتعويض ذلك النقص في خلال عشرة أيام فقط .

ظلّ الطرفان في موقعيهما لمدة شهرين حيث أن ابن الرشيد كان مستقرًا في الشنانة ، بينما كان الملك عبد العزيز موجود في الرس ، حدثت بين الطرفين مناوشات خفيفة دون أن يكون هناك قتال حاسم ، وهو ما جعل الطرفان يشعران بالملل والضجر مما يحدث ، كما أن الإمدادات قد تناقصت من المعونات والإبل .

لم تستمر جموع البادية متوحدة بل تفرقت ، ولم يبق إلا الجنود النظاميون وأهل البادية مع ابن رشيد ، بينما لم يبق سوى أهل الحضر مع الملك عبد العزيز ،وانتقل ابن رشيد بجنوده الذين أصابهم إلى الجوع إلى قصر ابن عقيل الذي كان يوجد به سرية للملك عبدالعزيز ، فقام بضربه بالمدافع .

قبل أن يقوم ابن رشيد بالهجوم على قصر ابن عقيل في الصباح ، كان الملك عبدالعزيز قد سبقه واستقر داخل القصر ، وفي الصباح حينما قام ابن رشيد بضرب المدافع باتجاه القصر ، خرج له الملك عبدالعزيز ودخلا مع بعضهما في اشتباك عظيم .

بعد القتال العنيف بين الطرفين ، انهزمت قوات الترك النظاميين وفرّ جنودهم هاربين من أرض المعركة ، وقرر ابن رشيد الانسحاب وذاك من أجل حقن دماء أهل حائل ، وقد ترك الكثير من الغنائم المكونة من أموال وذخائر وأسلحة ورحل ، واستمر جنود الملك عبد العزيز في جمع تلك الغنائم على مدار عشرة أيام متواصلة وعادوا إلى بريدة حاملين صناديق الذهب العثماني بعد أن انتصروا انتصارًا ساحقًا على جنود ابن رشيد .

لقد ساهم أهل الشنانة من آل خليفة من بني تميم وأقاربهم من أبناء عمومتهم من آل عقيل وهم سكان قصر عقيل في الانتصار الذي حققه جنود آل سعود على جنود ابن رشيد ، على الرغم من أن قوات ابن رشيد كانت تفوقهم في العدد .

وقد ترتب على وقوف أهل الشنانة مع ابن سعود أن قام ابن الرشيد قبل الهزيمة والفرار بتخريب الشنانة ، كما قام بتعذيب أهلها وقطع نخيلها كعقاب للتصدي إليه ، ولكنه انهزم في نهاية الأمر ولم يستطع الصمود وانسحب مستسلمًا من ساحة تلك المعركة التاريخية الفاصلة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك