كان السلطان تيبو هو أخر ملوك الهند بل يعد من أعظمهم ، حيث أنه استطاع أن يكبد الإنجليز خسائر فادحة من خلال الآلات الحربية الحديثة التي طورها بنفسها ، والتي استفاد منها الإنجليز أنفسهم بعد ذلك ، وقد لقب السلطان تيبو بالسلطان الفاتح تيبو . ولد السلطان تيبو في ديفانهالي في منطقة بنغالور الهندية الحالية عام 1750م ، وكان الابن الأكبر للسلطان حيدر علي ، وكان اسمه تيبو سلطان ، ولأن السلطان حيدر كان أمياً فقد حرص على أن يحصل ابنه البكر على أفضل تعليم يليق بأمير ، كما حرص على تعليمه الشؤون العسكرية والسياسية في سن مبكرة ، وكان حيدر على ضابطاً عسكرياً في خدمة مملكة ميسور الهندية ثم أصبح الحاكم الفعلي لميسور في عام 1761م ، لأن زوجته ووالدة تيبو السيدة فاطمة فخر أونسة كانت ابنة معين الدين حاكم ميسور من حصن كادابا ، وبعد ذلك قام حيدر علي بتعيين مدرسين جيدين لتعليم تيبو اللغات الأوردو والفارسية والعربية والكانادا وأيضاً القرآن الكريم والفقه الإسلامي وركوب الخيل والمبارزة وإطلاق النار . وعندما بلغ يبو الخامسة عشر حرص والده على اصطحابه معه في حرب ميسور الأولى ضد البريطانيين عام 1766 والتي تحالف فيها السلطان حيدر علي مع الفرنسيين ، وقد كان تيبو يحضر معهم أثناء وضع التكتيكات العسكرية للقتال ، ثم قاد سلاح من الفرسان في غزو الكارناتيك عام 1767 وهو مازال في السادسة عشر من عمره ، وقد استطاع تيبو هزيمة البريطانيين هزيمة منكرة في عدة حروب واستطاع أن يكتسب خبرة عسكرية كبيرة حتى توفي والده في ديسمبر 1781م ، ثم عين نفسه حاكماً لميسور في يوم الأحد 22 ديسمبر 1782م في احتفال بسيط ، واستطاع أن يحقق تقدم على البريطانيين والهندوس من خلال تحالفه مع المغول والمراثا وانتهت حرب ميسور الثانية بمعاهدة مانجالور عام 1784م . ولكن السلطان تيبو لم يعجبه أن تقع ميسور تحت سلطة مارثا بعد أن هزموا والده في حروب سابقة ، وهذا أدى إلى حرب مارثا – ميسور ، وقد دخل في عدة معارك فاز في معظمها وانتهى هذا الصراع بمعاهدة جاجندراجد في مارس عام 1787م . وخلال فترة حكمه سعى نابليون بونابرت للتحالف معه لاستخدام جيشه المدرب في صراعه مع البريطانيين ، وشاركه أيضاً في صراعات ميسور مع المناطق المحيطة مثل مارثا ، وقد ظل السلطان تيبو عدواً عنيداً طوال حياته لشركة الهند الشرقية البريطانية التي احتلت الهند واستولت على ثرواتها .
ولكن شركة الهند الشرقية المحتلة استطاعت من خلال التحالف مع أعداء السلطان تيبو مثل مارثا والهندوس في حيدر أباد أن تجبر السلطان تييبو على الانضمام لمعاهدة سيرنجاباتام عام 1789م بعد أن خسر عدداً من الأراضي التي غزاها في السابق مثل مالابار ومانغالور ، وقد أرسل السلطان تيبو مبعوثين لبعض الدول الأجنبية التي تعاد بريطانيا مثل الإمبراطورية العثمانية وفرنسا للحصول على دعمهم ، ولكنهم في الواقع قد خذلوه . وفي الحرب الأنجلو ميسور الرابعة وقفت قوات ماراثا وحيدر أباد مع قوات شركة الهند الشرقية ضد السلطان تيبو وقتلوه في 4 مايو عام 1799م وهو يدافع عن حصنه في سيرنجاباتام ، وعلى الرغم منأن البريطانيين أدعوا أنه كان يعذب أسراهم ويقتلهم ، إلا أن معظم المؤرخين قد أجمعوا على أنه بجانب براعته كقائد عسكري كان شخص حسن الخلق يحسن إلى الأسرى ويعاملهم معاملة حسنة . وقد استطاع السلطان تيبو خلال فترة حكمه أن يبتكر عدد من الابتكارات الهامة والمتطورة في عصره ، مثل عملته المعدنية وتقويمه الجديد ووضع نظام جديد لإيرادات الأراضي مما أدى لنمو صناعة الحرير في ميسور ، كما أنه أول من اخترع المدفعية الصاروخية والتي كبدت البريطانيين خسائر فادحة خلال حروبهم معه ، وقد ترك ميسور وهي قوة اقتصادية كبيرة ، مع أعلى معدلات للأجور في العالم في أواخر القرن الثامن عشر .