خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه ذات ليلة، ومعه خادمه. سار عمر وخادمه في شوارع المدينة. رأى عمر ناراً من بعيد. قال عمر رضى الله عنه:أرى ناساً يقاسون البرد، فهيا بنا إليهم لنعرف حالهم.
أسرع عمر وخادمه إلى المكان. اقترب عمر وخادمه، فوجدا امرأة ومعها أولادها الصغار. جلس الأولاد حول قدر كبيرة، والقدر فوق النار كان الأولاد يتألمون ويبكون .
قال أحد الأولاد: أنا جوعان، أريد الطعام يا أمي. لم آكل منذ يومين، والجو بارد.
فقالت الأم: انتظر أنت واخوتك قليلأً حتى ينضج الطعام.
قال ولد آخر: انتظرنا ساعات ولم نأكل، إلى متى ننتظر ما أمي؟!
وقف عمر رضي الله عنه قريباً من الأسره وقال: السلام عليكم.
فقالت المرأة: وعليك السلام.
فقال عمر هل أقترب؟
أجابت المرأه: اقترب ومعك الخير، أو اتركنا واذهب.
فقال عمر:ما عندكم؟
فقالت المرأة: نزل علينا الليل والبرد، ونحتاج إلى الطعام.
نظر عمر رضي الله عنه فوجد الأولاد حول القدر الكبيرة والنار تحتها.
سأل عمر رضي الله عنه المرأة: لماذا يبكي الأولاد؟. فقالت المراة:من الجوع والبرد.
فسأل:وأي شيء في هذه القدر؟. فقالت المرأة:ماء حتى يسكتوا ويناموا.
تألم عمر من كلام المرأة ومنظر الأولاد، وأسرع هو وخادمه نحو مخازن بيت المال.. أخرج عمر كيساً كبيراً من الدقيق، وقال لخادمه:احمله عليّ.
فقال الخادم:أنا أحمله عنك.
غضب عمر رضى الله عنه – وقال: أأنت تحمل عني ذنبي يوم القيامة ؟!.
وضع الخادم كيس الدقيق فوق ظهر عمر، وحمل بعض الزيت.
أسرع عمر رضى الله عنه وهو يحمل الكيس الثقيل. سار عمر وخادمه إلى مكان المرأة، ثم أنزل كيس الدقيق على الأرض.
فتح عمر الكيس، وأخذ منه بعض الدقيق. جلس عمر قريباً من النار، ووضح الدقيق والزيت في القدر. نفخ في النار حتى نضج الطعام.
أنزل عمر القدر على الأرض، ثم وضح الطعام في طبق كبير، وقال للمرأة: نادي أولادك.
اجتمع الأولاد حول الطبق الكبير يأكلون، وانتظر عمر وخادمه قريباً منهم.
قالت المرأة:جزاك الله خيراً.
فقال عمر:اذهبي غداً إلى عمر أمير المؤمنين، وسوف تجدينني هناك إن شاء الله.
وقف عمر رضى الله عنه بعيداً ينظر إلى الأولاد حتى اكلوا وشبعوا، ثم رأى الأولاد يلعبون ويحكون.
وبعد قليل نام الأولاد، فقال عمر لخادمه :الحمد لله. الآن نستطيح أن نمشي، شبع الأولاد وناموا. هيا بنا.
وانصرف عمر رضى الله عنه وخادمه .