عاش الناس بعد طوفان نوح يعبدون الله ولا يشركون به شي ومرت السنوات وکثر الناس وتفرقوا في الأرض وسكن جماعة منهم بمكان يسمى الأحقاف وكان هؤلاء الناس يطلق عليهم إسم قبيلة عاد.
وقد منحهم الله الخيرات الكثيرة فبنوا البيوت الكبيرة الفخمة وصارت مدينتهم عظيمة الشأن وكانوا يسمونها إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. وقد كان قوم عاد ضخاماً عمالقة ذو قوة وجبروت فطغوا وتكبروا وظنوا ان لن يقدر عليهم أحد.
نحت قوم عاد من الأحجار أصناماً وأخذوا يعبدونها ويقدمون لها الخيرات ونسوا الله ونسوا ما حدث لقوم نوح لذلك أرسل الله النبي هود وهو رجل منهم لينهاهم عن عبادة الأصنام وأن يعودوا لعبادة الله وأن يرجعوا عن البطش والوحشية ويكونوا رحماء بالناس.
لكن قوم عاد رفضوا أن يجيبوا دعوة هود وسخروا منه ومن أمن معه من قومهم.
ظن قوم عاد انهم أقوى من العالم كله ورفضوا العودة لله دعا هود الله أن ينصره على القوم الذين كفروا فمنع الله المطر عن قوم عاد فجفت الأنهار ومات الزرع والحيوان. ذهب قوم عاد للنبي هود يسألوه عن هذا الجفاف الذي ضربهم
قال لهم هود أن الله غاضب عليكم آمنوا حتى يرسل الله المطر وينجيكم لكن قوم عاد سخروا منه وزادوا في كفرهم وعنادهم
وفي يوم من الأيام رأى قوم عاد سحابة سوداء مقبلة نحوهم فرح قوم عاد وهللوا وقالوا هذه سحابة ممطرة لقد استجابت آلهتنا لدعائنا ستعود بلادنا قوية من جديد أخذ قوم عاد يصفقون ويرقصون فرحاً بالسحابة السوداء القادمة نحوهم.
وفجأة تغير الجو هبت رياح شديدة جداً كسرت الأشجار والبيوت أهلكت الزرع والثمار وکل شئ صرخ الكفار وحاولوا الهرب لكن أين المفر
أطاحت بهم الرياح ودمرتهم تدميراً لم تحميهم قوتهم من قوة الله إستمرت الرياح سبع ليال وثمانية أيام تحطم کل من طغی وتكبر علی الله.
توقفت الرياح بإذن الله إنتهى كل شئ ذهبت المدينة العظيمة وهلك كل من كفر لكن هود والذين آمنوا نجاهم الله برحمته أما المدينة العظيمة إرم ذات العماد فلم يبقى منها إلا أطلال البيوت تقص علينا نهاية من كفر بالله وطغى بقوته.