في واجهة محل يبيع الملابس، عرض ثوب من قماش رقيق وألوان زاهية. وقفت ليلى أمام الثوب وقالت لوالدها: أريد هذا الثوب للعيد، فاشتراه لها. ورجعت ليلى إلى البيت فرحة بثوبها الجديد. وضعت ليلى الثوب مع أثوابها الأخرى في خزانة الملابس، وقالت لنفسها: الثوب الجديد أجمل من الأثواب جميعاً، سأرتديه صباح يوم العيد، وأكون أجمل بنت في الحي. نامت وهي تحلم بأنها تدور به، وتطير في الهواء.
أما الثوب الجديد، فقد كان يفكر في تلك الفتاة الأخرى التي وقفت أمامه قبل أن تشتريه ليلى. لقد تطلعت إليه تلك الفتاة طويلا، وبدا عليها أنها أحبته كثيراً، لكنها لم تكن تملك نقوداً لشرائه.
فكر الثوب في الفتاة الفقيرة، وأحس بحزن شديد من أجلها.
قال الثوب لنفسه: إن خزانة ليلى مملوءة بالملابس، أما الفتاة الأخرى فقد وقفت أمامي وهي تلبس ثوباً قديماً، ولا شك في أنها لا تملك غيره. يجب أن أغادر هذا المكان، وأن أذهب إلى الفتاة الأخرى قبل أن يأتي العيد. لقد رأيتها واقفة أمام منزلها وحيدة حزينة عندما كانت ليلى تحملني إلى هنا.
انتظر الثوب حتى نامت ليلى وكل من في البيت، وخرج من الخزانة ليسير بحذر في الظلام، حتى وصل إلى بيت الفتاة الأخرى. هناك وجد الباب مفتوحا، فدخل بسرعة وأغلقه من خلفه.
كانت الفتاة نائمة عندما داعب الثوب وجهها بقماشه الحريري الرقيق.
استيقظت الفتاة سريعاَ وهي لا تصدق ما تراه. وحين لمست بيدها الثوب، قفزت من سريرها. احتضنته وقبلته وقالت:
الحمد لله! في صباح العيد سيكون عندي الثوب الجميل لأرتديه مثل باقي البنات .
في صباح العيد، خرجت الفتاة إلى الشارع سعيدة بثوبها الجديد, لعبت كثيراً مع صديقاتها ودارت بالثوب وكأنها تطير به في الهواء.
أما ليلى فقد بحثت عن الثوب، وعندما لم تجده قالت: الحمد لله! عندي أثواب أخرى! . وارتدت للعيد ثوبا آخر.
وفي مساء العيد كان الثوب وحيداً يحدث نفسه: لكن ماذا يفعل الأطفال الذين لا يملكون أثواباً جديدة للعيد، والذين لم يذهب إليهم في الليل ثوب مغامر مثلي؟ .