قصة الحاكم الذي أسلم

منذ #قصص منوعة

بعث رسول الله رجلاً من أصحابه برسالة إلى كسرى إمبراطور الفرس يدعوه فيها إلى الإسلام، فلما وصلت الرسالة إلى كسرى مزقها، فعاد الرجل إلى الرسول وأخبره بما فعله كسرى.

فقال الرسول: مزق الله ملكه. وكانت اليمن تابعة لبلاد فارس، وكان حاكمها واسمه باذان تابعاً لكسرى.

بعث كسرى إلى باذان يقول له: إلى جوارك في بلاد الحجاز رجل يقول إنه نبي، أرسل إليه رجلين من رجالك يحضرانه إليك، ثم ابعثه إليّ، فإن رفض أن يحضر فاقتله، وابعث إلي برأسه. بعث باذان برجلين من عنده إلى الرسول فذهب الرجلان يبحثان عن الرسول، فقابلا واحداً من كفار قريش، وسألاه عن مكان الرسول، وعرف منهما الكافر سبب حضورهما إلى الحجاز، وأخبرهما أن محمداً في يثرب.

وذهب الكافر إلى قومه يقول لهم: أبشروا، لقد آن الأوان لتستريحوا من محمد/ فإن كسرى ملك الفرس سيخلصكم منه.

وذهب الرجلان إلى الرسول في المدينة المنورة، وقابلاه وأخبراه بما قاله كسرى، فطلب منهما الرسول أن يحضرا إليه في الغد.

ولما حضرا في الغد، كان الله سبحانه وتعالى قد أخبر الرسول بأن الله قد سلط على كسرى ابنه فقتله.

فأخبر الرسول الرجلين بأن كسرى قد قتل وأن الذي قتله هو ابنه.

فذهل الرجلان ودهشا أشد الدهشة، وقالا للرسول: هذا كلام خطير، هل تتحمل تتائجه إن قلناه لحاكم اليمن باذان؟

قال لهم الرسول: نعم أخبراه بذلك. وطلب منهما أيضاَ أن يخبراه أن دين الإسلام سينتشر فوق أرض كسرى، وأن باذان إذا أسلم فإن الرسول سيبقيه حاكماً على بلاد اليمن.

فذهب الرجلان إلى باذان، وأخبراه بما قاله الرسول، فقال باذان: والله إني لأشعر أن هذا كلام نبي، وإن كان صادقاً فستأتينا الأخبار من فارس فنعرف أنه صادق وأنه رسول الله حقاً، وأما إن كان كاذباً فله معنا شأن آخر.

وجاءت الأخبار من بلاد فارس إلى باذان في اليمن، وعرف منهما أن كل ما قاله الرسول حق، فأعلن باذان إسلامه، وأسلم قومه معه، وتحققت دعوة الرسول في سنوات قليلة معدودة.

تمزقت دولة كسرى، وهزم المسلمون جيوشه، وانتشر الإسلام في بلاده كلها.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك