اشتد الحر والجفاف في الغابة الجميلة ، وصارت كل الحيوانات هزيلة وضعيفة ، حيث يبست الاشجار وجفت ماء النهر ، وسقطت أوراق الشجر ولم تنتج ثمارها ، فكادت الحيوانات تموت من شدة الجوع والعطش
قرر النمر أن يهجر تلك الغابة ، ويذهب للبحث عن غابة أخرى ، تزهر ثمارها وتمتلئ بالطعام والشراب حتى يستطيع البقاء على قيد الحياة ، وبالفعل هاجر النمر الغابة إلى غابة مجاورة ، وهناك التقى النمر بالثعلب ، فأخبره النمر إنه رحل من الغابة التي كان يعيش بها سنوات عديدة لأنها جفت ولم تعد بها طعام ولا شراب ، فرحب به الثعلب في غابته ، لكن أخبره إنه عليه الالتزام بعهد سيقطعاه معًا حتى يعيش معه في سعادة وهناء في الغابة
وكان العهد يتضمن شرط ، وهو أن الثعلب سيخرج في الصباح ليبحث عن فريسة ثم يعود ويتقاسم تلك الفريسة مع النمر ، ثم في المساء يخرج النمر للبحث عن فريسة ثم يعود بها ليتقاسمها مع الثعلب ، وبذلك يحصلان على طعامهما دون عناء
فوافق النمر ووعد الثعلب بتنفيذ ذلك العهد ، وفي صباح اليوم التالي خرج الذئب يجول في الغابة ليبحث عن فريسة حتى وجد غزالة ، هجم عليها وتمكن من صيدها وعاد بها سعيدًا إلى النمر ، وقام النمر والثعلب معًا بأكلها
وشعر النمر بالشبع الشديد ونام حتى المساء ، وفي المساء خرج النمر للبحث عن فريسة ، وقد قرر النمر في داخله إنه سيبحث عن فريستان ، الأولى سيأكلها بمفرده والأخرى سيعود بها الى الثعلب ليتقاسمها معه
وكان الثعلب يراقب النمر وعلم بغدره ، ولكن قرر أن يراقب النمر أيضًا في اليوم التالي ولا يعاتبه عن ذلك اليوم ، وفي اليوم التالي قرر النمر فعلته ، فخرج وتمكن من اصطياد غزالة ودجاجة كبيرة
وأمسك بهما النمر وظل يبحث عن مكان يجلس فيه ليتناول إحداهما بمفرده ، ولكنه وقع في فخ الصياد ، وظل يستنجد لكن قد سقط النمر بفريستيه في فخ قد نصبه الصياد الماهر ، وفاز الصياد بثلاثة غنائم وهم النمر والغزالة والدجاجة ، فكان ذلك جزاء الأنانية والكذب فدفع الثمن غاليًا ووقع في شباك الصياد