كان اثنين من العمال ، ماشيين في طريقهما إلى العمل ، فرأى أحدهما فأساً مرمية في حقل من الحقول ، فأخذها وقال : أنا وجدت فأساً ، فقال له زميله : لا تقل أن وجدت فأساً ، بل قل نحن وجدنا فأساً ، لأننا اثنان وينبغي أن نكون شريكين فيها ..العاملان وصاحب الفأس :
فلم يرضى الأول بذلك الحكم ، وعزم على أن يختص بالفأس وحده ، وقبل أن يخرجا من الحقل ، رآهما صاحب الفأس ، فجرا وراءهما ، وأمسك بهما ، وهددهما برفع أمرهما إلى العمدة ، لأخذهما فأساً ليست لهما ..التورط في تهمة السرقة :
فعرف العامل الذي وجدها ، خطر التهمة بالسرقة ، فقال لزميله : واآسفااه ، نحن وقعنا في يد الفلاح لسوء حظنا ، فأجابه زميله الآخر قائلًا : لا تقل نحن قد وقعنا ، بل قل : أنا قد وقعت ، فانك لم تسمح لي ، بأن أشترك معك فيها ، حينما عثرت عليها ، فكيف تريد مني أن أشترك معك ، في التهمة التي اتهمت بها !!رفع الأمر إلى العمدة :
رفع صاحب الحقل الأمر إلى عمدة البلدة ، واستمع عمدة البلدة إلى قول العاملان ، وقول صاحب الفأس ، وعندما أدرك أن العامل لم يكن يقصد سرقة الفأس ، ولكنه أخذ شيئاً ليس ملكه ، دون أن يسأل عن صاحبه ، عنفه شديداً ، وطلب من العامل المتهم بالسرقة ، أن يعتذر لصاحب الحقل على ما قام بفعله ، وطلب من صاحب الحقل أن يعفو عن العامل وأن يسامحه ، على فعلته غير المقصودة تلك
الندم والاعتذار والمسامحة :
فندم العامل الأول على ما فعل ، من أخذه ما ليس له ، واعتذر لصاحب الفأس ، فعفا عنه صاحب الحقل ، وأخذها منه وانصرف ..الدرس المستفاد :
وقد تعلم ذلك العامل درساً ، لم ينساه طوال حياته ، وأن أخذ شيئاً ليس له ، ودون أن يسأل عن صاحبه ، فهو سرقة ، قد تؤدي إلى حسابه حساباً عسيرًا ، وأنه بذلك يوقع نفسه في تهم لا يحمد عقباها ..