منذ زمن بعيد تقول الأساطير الهندية إن الإله كريشنا نزل ذات مرة إلى الأرض ، وكان يحب العزف على الناي ، وكان يتنزه في الغابة ويعزف على الناي ألحانه لكل الحيوانات التي كانت شغوفة بهذا العزف الجميل
وذات يوم استغرق كرشينا في النوم بعدما تعب من العزف على الناي والتنزه ولم يكن يعلم أن صبي صغيرًا كان يستمع بشغف أيضًا إلى العزف ، وعندما شاهد الصبي أن كريشنا قد استغرق بالنوم تسلل إلى قربه والتقط الناي ووضعه على فمه ويحاول أن يعزف عليه بقدر ما يستطيع أي نغمة ، وكل ما استطاع فعله هو فقط إخراج أصوات حادة أزعجت كريشنا وجعلته يستيقظ من النوم
كان كريشنا في أشد حالات الغضب بسبب الأصوات المزعجة التي أيقظت وعندما فتح عينه وشاهد الصبي الصغير يحمل الناي ، قال كريشنا بغضب كيف تجرؤ على سرقة نايي من المؤكد أنك لا تعرف أننى كريشنا ، ثم قال وهل تعرف أنه لا يمكن لا أحد من المخلوقات أن يلمس أي شيء يخص الإله لذا يجب أن تعاقب عقابًا شديدًا على ما جنيته
ثم انحى الصبي الصغير راكع على ركبتيه لا لم تكن لدي أي معرفة بأنك كريشنا وأنا لم أحاول سرقة الناي وكل ما كنت أحاول فعله هو تجربة هذا الناي لأعزف عليه المعزوفة التي كنت تعزف بها ، فأحس كريشنا بالأسف من أجل الصبي ولذلك قرر أن يخفف عقابه ، فوضع يده على فم الصبي وهو يقول منذ الآن ستحاول تقليد عزفي ولكنك لن تنجح أبدًا
ثم لمس كريشنا جسد الصبي الصغير وهمس قالًا وسوف ترتدي ألواني وتظل في الغابة إلى الأبد وبهذه الكلمات تحول الصبي الصغير إلى طائر جميل الألوان وابدأ يغرد الأغاني التي كان يعزفها كريشنا على الناي ، ولكن لن يستطيع أن يقلد عزف الناي السحري وحتى تلك الأيام لا يزال يحاول تقليد عزفه