منذ عدة عصور حاول الإنسان ابتكار وسائل نقل مختلفة ، غير الاعتماد على الحيوانات في التنقل مثل الخيول والأفيال والأحصنة ، فأبتكر الرومان الخطوط المتوازية في الطرق المغطاة بالحجارة ، واستخدام العربات التي كانت تسير بعجلات خشبية تجرها الخيول مصقولة ، وقام البريطانيون باستخدام هذا الاختراع ، داخل المناجم والأنفاق والمناطق الصناعية .
وبعدها انتشر استخدام العربات المجرورة في باقي الدول الأوروبية ، ومن ثم تم ابتكار القاطرة البخارية ، عن طريق العالم الإغريقي هيرون الاسكندري في القرن الثاني قبل الميلاد ، وكانت ذات تصميم بدائي .
وفي عام 1769م جاء المهندس جيمس وات ، وصنع آله بخارية تحتاج شخص لتشغيلها ، ثم في عام 1804م جاء المهندس الإنجليزي ريتشارد ترو فيتش ، وطور الآلة البخارية إلى وسيلة نقل ولكن كانت الآلة كبيرة حجماً .
وفي عام 1825م جاء المهندس جورج ستيفنسون لصناعة القاطرة البخارية المشهورة بإسم لوكو موسيون ، ويعد هو من قام بإنشاء أول سكك حديدية في العالم ، ليسير عليها القطار البخاري لكومسيون .
ثم تم إختراع محرك الديزل ، والذي تم استخدامه في تحريك السيارات بدلاً من الفحم ، ثم قامت فرنسا بصنع أول قطار فائق السرعة ، تصل سرعته إلى 500 كم في الساعة ، بل وتطورت اليابان القطار السريع .
وابتكرت اليابان القطار الأسرع في العالم ، والذي يعرف بإسم قطار ماغليف الياباني ، والذي يعمل بقوة الدفع المغناطيسية ، ويتميز بأنه لا يسير عبر السكك الحديدية ، بل هو قطار معلق في الهواء ، يسير بواسطة قوة الدفع المغناطيسية ، وتبلغ سرعته 550 كم في الساعة .
وهو نتيجة تطوير للفكرة الفرنسية التي أبتكرها إيميلي باشليت ، وحصل على براءة اختراع كونه القطار الأسرع ، ومن الجدير بالذكر أن أمريكا تحاول صنع القطار الأسرع في العالم ، وهو يربط بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ، والذي ستكون سرعته 1200 كم في الساعة ، كما تمتلك أمريكا أطول سكة حديدية في العالم ، حيث يبلغ طولها حوالي 250 ألف كيلو متر .
جورج ستيفنسون ودوره في إختراع السكك الحديدية : يُلقب جورج ستيفنسون بأبو السكك الحديدية ، ولد جورج في انجلترا عام 1781م ، ودرس الهندسة المدينة وقد قام بإفتتاح أول سكة حديد بالعالم ، بل وقام باختراع مقياس 2435 ملليمتر ، لإنشاء السكك الحديدية ، وقد أصبح ذلك المقياس أداة عالمية لإنشاء السكك الحديدية .
ويحكي أن في القرن التاسع عشر ، جرت العادة عند استخراج الفحم أن تسحب المياه من المناجم بواسطة القوة البخارية ، وأقيمت على جرار ذلك آلة بخارية جديدة ، ولكنها لم تعمل في منجم والده ، فطلب من والده ان يمنح له فرصة إصلاحها .
وتلك الألة البخارية كان جيمس وات هو مخترعها ، حيث اخترع محرك تديره قوة بخارية وكان ، جورج ستيفنسون مولعاً بالمحركات البخارية ، وأراد أن يتعلم أكثر لكن عائلته كانت فقيرة ، ولم يتمكن من الذهاب إلى المدرسة ، ولم يعرف القراءة .
ولكنه تعلمها وهو في الثامنة عشر من عمره ، ودرس عن الآلة البخارية وتمكن من إصلاحها ، وأصبح بعدها رئيس الميكانيكيين ، وساعدهم في إخراج المزيد من الفحم من المنجم ، وابتكر القاطرة البخارية التي تسير على السكك الحديدية ، لنقل الفحم من مكان لآخر بدلاً من استعمال العربات التي تجرها الحيوانات.