بعد انتشار مشروب القهوة في العالم بشكل سريع ، كانت الدولة العثمانية هي الحاكمة للعالم الإسلامي في القرن الخامس عشر الميلادي تقريباً ، انتشرت على إثرها المقاهي وواصلت الانتشار حتى وصلت لجميع الأراضي الأوربية حتى وصل العالم لاستهلاك 1 مليار فنجان قهوة ، فقد احدثت المقاهي منذ انتشارها على حدوث تغيرات في أسلوب تناول الطعام والشراب ، ولكن التحول الأكثر وضوحاً هو طريقة التفاعل الاجتماعية .
بدأت قصة القهوة ، كما نعلم عندما انبرى الإنسان للحصول على منبه لكي يبقى العامل مستيقظ ، أيضاً بالنسبة للعالم الإسلامي كان هنالك فرق تسعى لذلك لتظل مستيقظة طوال الوقت لأداء الشعائر الدينية بشكل دائم وحتى أوقات متأخرة من الليل ، وتم اكتشاف القهوة بواسطة راعي الأغنام عندما وجد الماغز تأكل حبوب معينة عند رعيها على سفوح الحبشة فوجدها مستيقظة طوال الوقت وعندما انتشر الخبر ، تم تداول تلك الحبوب وتم غليها بالماء وعرفتها الفرق الدينية في أرض اليمن .
فقد زرعت افريقيا البن مع بداية القرن التاسع ولم تصل إلى أوروبا إلا في القرن السابع عشر الميلادي ، وبالطبع اصطدم بالحركات الدينية هناك ولكن سرعان ما انتشرت القهوة كمشروب .
وساهم التجار لنقلها لأراضي تركيا ثم لأوروبا ، ولم تصل القهوة لإنجلترا مباشرة من افريقيا بل عبر طرق التجارة في البحر الأبيض المتوسط ، حتى دخلت بشكل رسمي عام 1650م ، بدأ الرجل في بيعيها في مقهى في وسط الحي التجاري في مدينة لندن في ساحة جورج بشارع لومبرد .
نشأة المقاهي : بدأت المقاهي في الظهور منذ عام 1511م وكانت البداية عبارة عن مكان بسيط لشرب القهوة المشروب الجديد ولكن سرعان ما تطورت وساهمت مع تطورها في تغير التاريخ ، وسرعان ما تحولت المقاهي لأماكن بارزة لتفاعل الإجتماعي، ثم انتقلت لمدينة لندن منذ العام 1668م ، ولكن لم يُسمح للنساء بدخول المقاهي ، وظهرت الكثير من الشائعات لفوائد القهوة الكثيرة ، لزيادة انتشار المقاهي وسرعان ما أصبحت مكان للهروب من العالم والإحساس .
كانت أول زبائن مقهى لندن الأول تجار من بلاد الشام كانوا من المنظمين لحركة التجارة مع الدولة العثمانية ، ثم تم افتتاح مقهى أخر مثله يدعى سلطانيس هيد ومعنى الاسم رأس السلطنة ، ثم في العام 1662م تم افتتاح مقهى Great Turk Coffee Hous ، وكان داخل المقهى تمثال نصفي للسلطان العثماني ، وكان المقهى يقدم الشاي والقهوة والتبغ وعدداً من المشروبات الأخرى ، والمشروبات المصنوعة في تركيا المكونة من عطور البنفسج والليمون والورود .
فتح بذلك القهوة أبواباً لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والدولة العثمانية ، بذلك وجدت المقاهي طريقاً لها في الشرق الأوسط منذ أكثر من 200 عام من الظهور في انجلترا ، فقد حاول الملك البريطاني في القرن الثامن عشر منع القهوة وإغلاق المقاهي لمنع تناول الآراء السياسية .
انتشر المقاهي بسرعة كبيرة منذ عام 1663م فكان هنالك أكثر من 83 مقهى في مدينة لندن ، وقال المؤرخون أنها امتع ما وُجد في لندن ، حتى أصبح الذهاب للمقهى يومياً يكون قاعدة أساسية وكانت المقاهي المكان المناسب لقراءة الصحف ولقاء الأصدقاء وتبادل الأحاديث .
ظلت المقاهي تقدم القهوة السادة وانتشرت في جميع أنحاء أوروبا ، حتى القرن العشرين مع ابتكار ألة الباڤوني وهي آلة لصنع الايسبريسو عام 1927م ، وزاد تلك الاختراع لزيادة صناعة القهوة وانتشار المقاهي ، ومع تقدم تلك الآلات بتدأت المقاهي تأخذ أشكالاً حديثة لتقديم الطعام ووجبات الأفطار ، حتى أخذت شكلها الحالي .