نقل تلك القصة الشيخ أحمد ديدات ، وهي قصة واقعية وقعت مع أحد الشيوخ المسلمين ، ويقول فيها : يُحكى أن قس نصراني كان يذهب كل يوم لشيخ مسلم يجادله ويحاوره ، ويحاول بكل ما أوتي من جهد وعلم أن ينصره ويجعله يترك الإسلام .
فكان يحاكيه قائلاً : لماذا تهدر وقتك يا شيخ في الصلاة خمس مرات قياماً وركوعاً وسجوداً ، كما أنك في الصوم تهدر شهراً بأكمله من عمرك ، وتضع العقبات والعقد أمام نفسك فتحرم عليها لحم الخنزير واللذيذ ، وغير ذلك من ملذات الدنيا .
وهكذا ظل القس يحاول مع الشيخ جاهداً دون أن يكل أو يمل ، ويقول له : إن أردت الخلاص مما أنت فيه ، فعليك فقط أن تؤمن أن الله أرسل ابنه الوحيد ليطهر العالم من خطاياك ، ومات من أجل هذا ، إن أمنت بذلك فحتماً ستدخل الجنة .
كان لدى هذا القس إصراراً كبيراً بتنصير الشيخ ، فكان يذهب إليه كل يوم بصفة مستمرة دون أن يفوت يوماً ، ويقول له نفس الكلام الأمر الذي جعل حية الشيخ تعيسة ، فقد كان يضغط عليه باستمرار ويثقل كاهله بكل ما يقول ، فأخذ الشيخ يفكر في أي وسيلة تساعده على التخلص من مراودة ذلك القس النصراني.
ظل الشيخ المسلم يفكر مراراً وتكراراً في حل جذري لتلك المشكلة ، إلا أن هداه الله إلى فكرة جيدة فنادى على أحد رجاله وقال له : حينما يأتي القس النصراني لرؤيتي غداً ، انتظر قليلاً بالخارج ثم تعالى واهمس في أذني .
وبالفعل حينما جاء القس النصراني في اليوم التالي ، وبدأ في تكرار قصة كل يوم في محاولة منه لتضليل المسلم وتنصيره ، دخل مساعد الشيخ وهمس في أذنه كما طلب منه ، فلما انتهى بدأ الشيخ في البكاء والنحيب ، وكان بكاؤه شديداً فأراد القس أن يعرف سر ذلك ، وما الشيء العظيم الذي يبكيه ؟ فسأله عن ذلك قائلاً أخبرني يا شيخ : ماذا حدث ، فتظاهر الشيخ بالبكاء والحزن وتمنع قائلاً : لا أريد التحدث الآن ، فقال القس : أهدأ أيها الشيخ وأخبرني بما فيك ، فيبدو أن الأمر كبير .
قال الشيخ : لا أستطيع فالأمر عظيم وأنا لا أقدر على السيطرة على نفسي ، فانتاب الفضول القس النصراني أكثر وأكثر ولم يستطيع احتمال كتمان الأمر ، واستحلف الشيخ أن يخبره بذلك الأمر العظيم.
فقال الشيخ وهو يدعي الأسى والحزن : لقد وصلت لمسامعي أخبار محزنة عن أن الملاك جبريل قد مات !! ، فضحك القس النصراني بسخرية شديدة ، وقال له : هل أنت أحمق ، كيف تموت الملائكة ؟ فقال له الشيخ المسلم في ثبات وتحدي : إذا كانت الملائكة أنفسها لا تموت ، فكيف يموت رب الملائكة ؟ كيف تدعون أنه إله و أن اليهود تمكنوا منه وقتلوه وصلبوه ؟؟ ، وهنا بهت الذي كفر .