بلاد الغاب وقلب الاتحاد الأوربي بلجيكا ، حالياً عملتها الرسمية هي اليورو مثل كل دول الاتحاد الأوربي ، ولكن قبل 2500 عام كانت قبائل الإبياني تعتمد حياتهم بالأساس على زراعة القمح والشعير وصناعة الفخار ، حتى بدؤوا في استخدام القطع النقدية الرومانية التي كانت تحمل نقش حيوان الأيو .
واستمرت حرب القبائل مع الدولة الرومانية حتى غزاها يوليوس قيصر عام 53 قبل الميلاد واستطاع دخول البلاد وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية ، وانتشرت عملة اليوس والأرنوس الروماني ، ثم قام الملك استيودبرد لصك أول عملات البلاد في عام 534م ، وكان يطلق عليها اسم تراس ثم قام بإصدار عملة الدينار عام 673م ، وفي أواخر القرن الثالث عندما قام البابا ليون الثالث بتنصيب الملك تشالرمن تم إصدار الدينار الكرنولكي والذي احتوى على رسم الصليب .
ثم قام فليب جري بضم البلاد تحت قيادته عام 1384م واصدر عملتين ذهبيتين هما فليبس وفيرلندا مع نقش اسم الإقليم الذي صكت فيه ، في عام 1482م تم توزيع المملكة وضمها إلى التاج الأسباني وعندها أصدر الملك تشارلز الخامس عملة ذهبية جديدة تسمى كارلوس جلدة يحمل نقش صورته.
وبعد وفاته تشارلز الخامس بمنتصف القرن السادس عشر ظهرت الدوكات الفضية لتحمل صورة الملك الجديد فليب الثاني وحتى انتقلت الأراضي البلجيكية إلى أسرة آل هابيسبوت النمساوية وأصبحت تتعامل بالكروتتلى النمساوي ، ونقش على العملة تمثال نصفي للملك ومن الجهة الأخرى ثلاثة تيجان ومن هنا جاء اطلاق اسم الكروت والتي تعني التاج .
وفي عام 1789م قامت داخل الأراضي البلجيكية حركة تمرد تأثرت بالثورة الفرنسية ، حتى أعلن الثوار استقلالهم عن الإمبراطورية النمساوية وأعلنوا نفسهم دولة مستقلة تحت اسم الولايات المتحدة البلجيكية ، وقاموا بإصدار ثلاث عملات خاصة بهم السول والياردة والفلوريد ، ولكن سرعان ما استعادت القوات النمساوية الأراضي البلجيكية ، وأصبحت تحت سيادة نمساوية لعام 1795م ، ثم قامت فرنسا بقيادة نابليون بضم الأراضي البلجيكية والنمساوية عام 1795م وتم فرض الفرنك الفرنسي .
وكان الاقتصاد البلجيكي مشلولاً تماماً في الحقبة المبكرة من الحكم الفرنسي ، فكان الفرنسيون يشترون البضائع من التجار البلجيكيين بأوراق ليس لها قيمة وأعلنوا شعار أمة واحدة ولغة واحدة وأعلنت توحيد الفرنك الفرنسي كعملة وحيدة مقبولة داخل الأسواق .
وفي عام 1815م خسر نابليون العرش بعد معركة واترلو وعمل المنتصرون على ضم الأراضي البلجيكية إلى الأراضي الهولدنية تحت اسم مملكة هولندا المتحدة وتم تنصيب وليم الأول ملكاً عليها وأصبح الجيلدر الهولندي هو العملة الرسمية ، وبعد عدة معارك مع السلطة الهولندية قامت بريطانيا بمساعدة بلجيكا بإعلان استقلالها بالكامل عن هولندا عام 1830م ، وظلت تستخدم العملة الهولندية حتى صدر الفرنك البلجيكي المستقل عام 1832م .
وأثناء الحرب العالمية الأولى قام الناس بتخزين العملات وفي مواجهة تلك المشكلات ، بدأت بلديات المدن بإصدار أوراق قابلة للدفع لها طابع محلي أو هي أوراق محلية ، وأُطلق عليها الإصدار الطارئ واستمر التعامل بتلك الأوراق لشراء الاحتياجات الأساسية .
وما بين الفترة من عامي 1920-1922م قامت بلجيكا بطباعة ورقات نقدية جديدة ، تحمل صورة الملك ألبرت والملكة ايزبيل وكان ذلك من أجل تميز العملة بعد الحرب ، ثم قامت بلجيكا بإدخال عملة ذهبية جديدة تسمى البلجه عام 1926م ، وكان ذلك من أجل فصل الفرنك البلجيكي عن الفرنسي ، ولمواجهة التضخم والانهيار الاقتصادي المسيطر .
وبعد حدوث الكساد الكبير في العام 1929م تم صدور ورقة نقدية تعادل عشرة آلاف فرنك و2000بلجا من أجل مواجهة التضخم وكان ذلك أعلى إصدار ، وأثناء فترة الحرب العالمية الثانية فرضت سلطة الاحتلال الألمانية ، استخدام العملة الألمانية مع البلجيكية ، وفي العام 1944م عند التحرر قامت الحكومة البلجيكية بحملة واسعة من أجل سحب الأوراق النقدية من التداول ، وقامت بطباعة أوراق نقدية من فئة المائة وخمسمائة وألف .
وفي عام 1945م تم إصدار فئة نقدية جديدة من فئة الخمسين فرنك تحمل صورة مزارع وفي الجهة الأخرى سيدة مع حزمة من القمح ، من أجل دعم زراعة القمح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
تأثرت بلجيكا بأزمة النقد عام 1973م مما أدى لأزمة زيادة البطالة وزيادة الدين العام وعانت الأسواق من نقص امتدادات الوقود ، ثم تم ربط الفرنك البلجيكي بالمارك الألماني عام 1990م وتم طباعة عملة نقدية لفئة 10 ألاف فرنك حتى جاءت المرحلة الأخيرة من الاتحاد النقدي الاقتصادي في أوروبا وتم اعتماد اليورو كعملة موحدة وظل التعامل بالفرنك حتى مطلع عام 2000م ، وبدأ اختفاء الفرنك تدريجاً منذ عام 2002م وتوقف صكه وطباعته .