قصة اكتشاف مادة الكورتيزون

منذ #قصص هل تعلم

ترجع قصة اكتشاف مادة الكورتيزون إلى عام ١٩٢٩م ، لطبيب أمريكي يدعى فيليب هينش Phillip Hench ، وهو طبيب متخصص في علاج أمراض الروماتيزم ، وكان يعالج سيدة تبلغ من العمر الخامسة والستين ، والتي كانت تشكو من التهاب المفاصل الروماتويدي .

ثم أصيبت تلك السيدة بمرض الصفراء ، وارتفاع نسبة البليروبين في الدم ، مما عرض السيدة لليرقان ، وأثناء إصابة السيدة باليرقان قل التهاب المفاصل الروماتويدي ، فأستنتج الطبيب فيليب هينش أن هناك مادة أفرزها الجسم أثناء اليرقان ، ساعدت في تخفيف آلام المفاصل الروماتويدي .

لجأ الطبيب فيليب هامش إلى صديقة الطبيب وأستاذ الكيمياء الحيوية ادوارد كاندل Edward Kendall ، وأخبره تلك الملاحظات وقد تمكن الطبيب ادوارد كاندل من فصل ٤ مكونات من الغدة الكظرية ومن بينهم الكورتيزون ، وعند حقن المريضة بمادة الكورتيزون ثبت قدرته على تخفيف آلام المفاصل الروماتويدي .

وأجرى الطبيب فيليب هامش بحثاً عن الكورتيزون واستخداماته ، ونشرت الصحافة الاكتشاف الذي سمي معجزة الشفاء ، وحصل كلا من الطبيب فيليب هامش وادوارد كاندل على جائزة نوبل للطب في عام ١٩٥٠ م ، ثم قامت شركة ميرك Merck لأول مرة ، بتصنيع الكورتيزون تجاريا وذلك عام ١٩٤٩م .

والكورتيزون هو الهرمون الأساسي الذي يفرزه الجسم من غدة تعلو الكلى تسمى الغدة الكظرية ، ويتحكم في عمل تلك الغدة الكظرية غدة أخرى توجد في المخ تسمى الغدة النخامية ، حيث تفرز هرمون يعطي أوامر للغدة الكظرية بفرز هرموناتها ومنهم هرمون الكورتيزون .

ويفرز ذلك الهرمون بصورة طبيعية في الجسم نتيجة التوتر ، مما يسبب رفع ضغط الدم للدفاع عن النفس ، أما حقن الكورتيزون التجارية فهي مسكن قصير المدى لتخفيف الآلام الناتجة عن الالتهابات ، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ، والتهاب الأربطة .

كما يستخدم الكورتيزون في تقليل المناعة خاصة في أمراض المناعة الذاتية ، وفي حالات نقل الأعضاء لمنع رفض الجسم للعضو المزروع ، كما يستخدم الكورتيزون في علاج الاكزيما والتهاب الجلد والصدفية .

وتناول الكورتيزون عن طريق الفم له العديد من الآثار الجانبية ، مثل ارتفاع سكر الدم ومقاومة الجسم للأنسولين والإصابة بمرض السكر ، بل وزيادة التوتر والقلق وحدوث الاكتئاب النفسي ، وانقطاع الطمث وزيادة العدوى .

ويسبب الكورتيزون في ترقق العظام وسهولة كسرها ، بل وارتفاع ضغط العين والإصابة بالمياه البيضاء و الزرقاء ، وزيادة تراكم الدهون في منطقة الكتف والعنق ، بل ويجب استخدامه على نطاق ضيق في الأطفال حيث يسبب ضعف وتعطيل للنمو ، بل ويسبب ظهور حب الشباب في الوجه.

كما يستخدم علاج الكورتيزون كعقار يكبح نمو وتكاثر الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها مثل في حالة الاورام الليمفاوية ، كما يستخدم الكورتيزون في علاج الحساسية التنفسية التي لم تعالج بمضادات الحساسية المعتادة .

كما يستخدم الكورتيزون في تقليل معدل إفراز هرمونات الذكورة اي هرمون التستوستيرون ، مما يعد علاجا فرعياً في تنظيم عملية التبويض لدى السيدات .

كما يساعد الكورتيزون في علاج حساسية الصدر والربو عن طريق بخاخ يحتوي على مادة الكورتيزون ، ومن الجدير بالذكر أن عند تناول الكورتيزون يجب أن يتم الامتناع عن تناوله بجرعات منظمة من قبل الطبيب ، حيث يسبب أضرار بالغة إذا توقف المريض عن تناوله مرة واحدة .

ورغم أن الكورتيزون له مفعول السحر في علاج الالتهابات الخاصة بالمفاصل والركبة ، إلا أنه يجب الحيطة والحذر من استخدامه ، ويجب أن يكون تحت إشراف طبي .

حيث يحدد الطبيب طريقة تناوله أو استخدامه ، سواء الكورتيزون كأقراص أو مراهم أو حقن ، بل ويحدد الطبيب معدل استخدامه يومياً والفترة الزمنية وطريقة سحبه من الجسم عند التعافي .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك