قصة مرض الملوك

---

يعاني البشر في كل أنحاء العالم من وجود الأمراض العديدة ؛ والتي تختلف في خطورتها وأنواعها ؛ وهناك بعض الأمراض التي عُرفت بأكثر من اسم ؛ منها مرض الملوك ؛ وقد يبدو الاسم غريباً ومُثيراً ؛ ولكنه يعبر عن مرض شهير معروف باسم مرض النقرس ؛ وهو الإصابة بالتهابات في المفاصل ؛ وقد سُمي بداء الملوك لأنه ينتج عن كثرة أكل اللحوم وبعض أكلات الأثرياء.

تُعرف الإصابة بمرض النقرس عن طريق الفحص الطبي بعد ظهور بعض الأعراض والتي قد تختلف عن بعضها البعض ؛ ولكن الأعراض الأكثر انتشاراً هو التهابات المفاصل وخاصة المفصل المشطي السلامي عند القاعدة الخاصة بالإصبع الكبير بالقدم حيث يبدو بلون أحمر وشكل متورم ؛ وقد تبدو الأعراض في مفاصل أخرى مثل المعصم أو الركبة أو غيرهم .

يكثر الشعور بالألم والذي قد يستمر من ساعتين إلى أربعة خلال فترات الليل ؛ وذلك بسبب الانخفاض الذي يحدث في درجة حرارة الجسم ليلاً ؛ وقد توجد بعض الأعراض التي تصاحب الشعور بالألم مثل الإصابة بالحمى الشديدة .

قد تؤدي بعض العوامل الوراثية إلى الإصابة بمرض النقرس حيث قد يصاب ما بين 6% إلى 18% ممن لهم أقارب قد أصيبوا بذلك المرض ؛ كما هناك بعض الأشخاص الذين يكثر عندهم ارتفاع في مستوى حمض اليوريك بالدم ؛ وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بالنقرس .

يُعتبر تناول الأطعمة الغنية بالبروتين بكثرة هو أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع حمض اليوريك في الدم ؛ وبالتالي الإصابة بمرض النقرس ، ومن تلك الأطعمة الغنية بالبروتين اللحوم الحمراء ، والمحار ، وأعضاء الحيوانات الداخلية كالدماغ والكبد ، وأيضاً الحمص والفول وغيرهم الكثير لكن غلبت اللحوم والأكلات الباهظة السعر في التسبب بالإصابة بذاك المرض ؛ لذلك أطلقوا عليه مرض الملوك .

من الأسباب التي تؤدي أيضاً إلى ارتفاع حمض اليوريك في الدم هو تناول الكحول الذي يقلل من التخلص من اليوريك الزائد بالجسم ، وحينما تزداد مستويات التعرض إلى الرصاص تؤدي إلى زيادة اليوريك ؛ كما أن الزيادة في وزن الجسم قد يزيد ذلك الحمض أيضاً ؛ وهناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادته مثل الأدوية المدرة للبول .

إن فرط حمض البول بالدم يُعتبر سبباً رئيسياً للإصابة بمرض النقرس ؛ وقد يحدث ذلك نتيجة أسباب متعددة مثل العوامل الوراثية أو الأنظمة الغذائية الخاطئة أو النقص في إفراغ اليورات (أملاح حمض البول) من الجسد ؛ وهو سبب أساسي يؤدي إلى فرط حمض البول ؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض النقرس عند نسبة معينة من الأشخاص .

يُعتبر النظام الغذائي من العوامل المسئولة عن إصابة 12% من الأشخاص بالنقرس ؛ وذلك عن طريق الإفراط في أكل اللحوم والأسماك وشرب الكحوليات ، لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن تناول الخضروات الغنية بالبروتين مثل الفاصوليا والعدس لا يؤدي إلى الإصابة بالنقرس لأنه مجرد اعتقاد خاطئ ؛ كما تساعد بعض المشروبات على تقليل حدوث الإصابة بالنقرس مثل منتجات الألبان والقهوة .

هناك بعض الأمراض الأخرى التي قد تصاحب مرض النقرس مثل ارتفاع ضغط الدم ، والسمنة المتمركزة بالبطن ، والمتلازمة الأيضية ، الفشل الكلوي ، فقر الدم ، التسمم بالرصاص ، وزرع الأعضاء الصلبة ، وغيرهم الكثير من الأمراض.

إن الوقاية من مرض النقرس تكمن في اتباع أنظمة غذائية صحية ؛ حيث التقليل من تناول الأطعمة البحرية واللحوم والكحوليات ؛ وهناك بعض العقاقير الخاصة بعلاج المرض أو تقليل أعراضه تبعاً للحالة المرضية والوصف الطبي الخاص بالمريض ؛ لذلك يُنصح بالذهاب إلى الطبيب المختص في حال ظهور أعراض المرض أو الشعور بالألم .