قبل اختراع البوصلة كان الناس يحددون المواقع باستخدام المقاصد أو الهدف ، ورؤية اتجاه عرض البحر برؤية المعالم وملاحظتها وكذلك بملاحظة مواقع النجوم والأجرام السماوية ، وكان البحارة قديماً يستخدمون مرمى البصر عن الأرض ومع اختراع البوصلة مكنتهم من تحديد الجهات في حال أن السماء ملبدة بالغيوم ، كما أنها تستخدم لحساب خطوط الطول والعرض .
تختلف البوصلات حسب الغرض والتعقيد والمواد التي تصنع منها ، كانت تستخدم قديماً لحل مشكلات لم تعد موجودة اليوم لأنها تغيرت عبر التاريخ من لحظة اختراعها .
البوصلة المغناطيسية : هي اختراع صيني قديم ، ربما يكون الأول في الصين في عهد أسرة تشين (221-206 قبل الميلاد) في ذلك الوقت استخدم العرافين الصينيين أحجاراً (وهي عبارة عن معدن يتألف من أكسيد الحديد الذي يصطف في اتجاه الشمال إلى الجنوب) لبناء مجالس القراءة.
وفي نهاية المطاف ، لاحظ أحدهم أنها كانت أفضل لتوجيه الاتجاهات الحقيقية ، مما أدى ذلك إلى ابتكار البوصلات الأولى .
تم تصميم البوصلة القديمة على لوح مربع يحتوي على علامات للنقاط الأساسية والمجموعات النجمية ، وكانت الإبرة المسطحة عبارة عن عن جهاز على شكل ملعقة مع مقبض يشير دائماً إلى الجنوب ، وفي وقت لاحق ، تم استخدام الإبر الممغنطة كمؤشرات الاتجاه ، ظهرت هذه في القرن الثامن الميلادي – مرة أخرى في الصين – وبين 850 و1050م ويبدو أنها أصبحت شائعة لاستخدام الملاحي بالسفن .
البوصلة في المساعدات الملاحية : كانت البوصة الأولى تستخدم للعرافة وللعثور على الأحجار الكريمة الثمينة ، وكذلك قراءة الطالع ، حتى جاء أول شخص سجل استخدام البوصلة في المساعدات الملاحية هو تشنغ خه (1371-1435م) من مقاطعة يونان في الصين ، قام بسع رحلات بحرية من 1405م-1433م ، وكانت البوصلة الأقدم مصنوعة من حجر الأساس والذي عرف لاحقاً باسم lodestone ، وهو شكل خاص من معدن الحديد الأسود ، كانت البوصلة الأولى عبارة عن كتلة من حجر الزاوية التي كانت مربوطة بحبل وتترك لتعلق بحرية .
النوازل ، المغناطيس ، الكهرومغناطيسية: الأكاسيد المغناطيسية هي أحجاز تجذب المعدن كالحديد والمعادن الأخرى ، وهذه هي مغناطيسات طبيعية وليست اختراعات ، ومع ذلك بإن الآلات المستخدمة معه هي اختراعات تم اكتشاف الحجر منذ آلاف السنين ، وتم العثور على رواسب كبيرة في منطقة المغنيسيا في آسيا الصغرى ، أطلق الملاحون الأوائل عليه اسم lodestone واستخدموه لتحديد القطب الشمالي للمغناطيس عام 1600م .
انتقال البوصلة لأوروبا : في القرن الثاني عشر ظهرت البوصلة في أوروبا بعدما انتقلت البوصلة خلال الحروب الصليبية عن طريق ملاحي البحر المتوسط وظهر منها نوعين بوصلة عائمة للأغراض الفلكية وبوصلة جافة للإبحار البحري ، وحسنت الإبحار الذي كان يعتمد على توجيه الشمس أو النجوم كان الإبحار مقتصراً على شهري أكتوبر وأبريل ولكن بفضل البوصلة استطاعت السفن الإبحار يومياً .
طور العالم الاسلامي البوصلة الصينية واستخدموها في نفس الأغراض الملاحية ، ولكن طور العلماء المسلمون البوصلة وظهر أنواع أخرى لتحديد مواقيت الصلوات الخمس وكذلك معرفة اتجاه القبلة ، قاموا بصناعة البوصلة الجافة dry compass ، كمؤشر للقبلة ولا تزال مستخدمة لليوم ولكن تم تحديث صناعتها .
في عام 1425م اخترع عالم البحار ابن ماجد أول أبرة جالسة على سن لتتحرك حركة حرة دون الحاجة لوعاء الماء أو السائل ، وكانت البوصلة الأولى المستخدمة في السفن والقوارب لا تحتوي على سائل وكان الجزء الرئيس منها بوصلة مغناطيسية قياسية وضعت في حلقة الجيمال الثلاثة والتي تحمل وضع البوصلة الأفقي أثناء البحر الهائج ، البوصلة المغناطيسية لا تشير إلى قطب جغرافي (ما يسمى بالقطب الحقيقي) ، بل إلى القطب المغناطيسي ، هذا هو السبب في أن بعض التصحيح يجب أن يتم قبل تحديد الشمال الحقيقي ، أما البوصلة العربية لها 32 نقطة محددة .
في القرن الخامس عشر الميلادي في حقبة ابن ماجد انتقلت البوصلة مرة أخرى لأوروبا عن طريق ملاحي جنوبي آسيا ، عندما استعان بهم البحارة الإيطاليون والأسبان ، ووصلت الهند عن طريق القوافل التجارية من المشرق وأطلقوا عليها اسم matsya yantra .
تطورت البوصلة بشكل سريع بعد ذلك وظهرت أنواع أخرى غير الأنواع البدائية وطور الفلكي ابن سليم المصري البوصلة الفلكية ، وفي عصرنا الحالي توجد البوصلة الصلبة في الهواتف النقالة وفي الساعات يوجد اليوم تطبيقات على الهاتف الجوال خاصة بالبوصلة بعد القفزة التكنولوجية الهائلة اليوم .