في مدينة طنجة في المغرب العربي بالتحديد في غابة الرميلات يقبع هذا القصر الفخم المهجور يشبه القصر إلى حد ما القصور المبنية في العصور الوسطى ويحيط بالقصر الأزهار والأشجار من كل اتجاه ولكن الجميل لا يكتمل أبداً يوى عن القصر الكثير من قصص الأشباح التي تظهر في الليل وتختفي خلف الأشجار وهناك روايات أيضاً عن وجود أشباح تظهر فجأة في فترة الشتاء الباردة من الماضي .
!! يوجد لوحة مكتوب عليها اختار بيرديكاريس أن يبني هذا القصر لزوجته في هذا المكان ليساعدها على الشفاء من مرض السل يحتفظ القصر ببعض معالمه غرف النوم والمطبخ رغم تجاوز بناءه المائة عام ، وبيرديكاريس هو الدبلوماسي اليوناني الأصل هاجر من موطنه الأصلي إلى الولايات المتحدة وعاش في ولاية كاولاينا الجنوبية توسعت أعماله وزادت ثروته وحصل بعدها على الجنسية الأمريكية .
دخل عالم السياسة ونجح فيه ورجع إلى بلاده اليونان بصفته قنصل عن الولايات المتحدة ولد ابنه أيون عام 1840م وبعد ستة سنوات عادت الأسرة إلى الولايات المتحدة وجمع المزيد من الثروة والمال وحظا الأبن حظو الأب ولكن الضرائب الكبيرة أتت على الأب وأضاعت المال وأصبح مهدد بفقدان الجنسية الأمريكية تزوج الأبن من حبيبته وشيد لها قصر فخم في مدينة طنجة في غابة لم يكن أحد يجرأ على دخولها .
وجلب أيون الأشجار من مختلف قارات العالم وصنع ملاجئ للحيوانات والطيور كهدية لزوجته التي أصيبت بمرض السل ، كانت غابة الرميلات المكان المناسب من وجهه نظره وشغل أيون منصب قنصل الولايات المتحدة في طنجة في بداية القرن العشرين وعاش مع زوجته أجمل الأوقات ولكن لم يلبس أن تحولت كل تلك السعادة لكابوس فقد ايون عقله .
في تلك المكان كان الزعيم القبلي أحمد الريسوني زعيم قبلية جبالة كان زعيم وثائر ضد السلطة المركزية في بلاده وكان خصم للوجود الأسباني وكانت كل القبائل الشمالية خاضعة لحكمه ، وكانت الثورة بحاجة لمال وكان القصر في قلب الغابة الموحشة كان فرصة ذهبية في شهر مايو عام 1904م أغار على الغابة وخطفوا زوجه القنصل في بعض الروايات قالوا خطفوا الابنة وطلب بفدية قدرها 70 ألف قطعة ذهبية ، طرق أيون كل الأبواب لتحرير زوجته من قبضة الريسوني وطلب الدعم من الولايات المتحدة فأرسل الرئيس روزفلت بحرية على الساحل الشمالي لترهب الخاطف .
وكانت الأزمة توتر العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة والغريب أن زوجة أيون أحبت الخطف ولم تتذمر فأرسل الريسوني يقول أنها تريد أن تظل أطول مدة ممكنة وقالت أن الرجل ليس قاطع طريق بل هو مقاتل يدافع عن بلاده تم تصوير القصة كاملة في فيلم من إنتاج عام 1979م العاصفة والأسد من بطولة شون كونري ولازال القصر إلى اليوم متواجد يتوافد إليه الزوار من كل أنحاء العالم.