كثيرًا ما نسمع عن قصصًا مأساوية ، بشأن حوادث قتل أو حوادث عارضة ، ينطلق بعدها أشباح الماضي يتجولون في المكان ، بحثًا عمن آذاهم وتتحول الأماكن التي قتلوا فيها ، إلى أماكن سوداء مظلمة ، وقصة ماري ذات الثوب الأبيض ، واحدة من تلك القصص . يقال بأن أحداث قصة ماري قد وقعت ، في فترة الثلاثينات من القرن المنصرم ، حيث ذهبت الفتاة ذات الواحد والعشرين ربيعًا ، إلى حفل راقص بوسط بلدة ويلوسبرينك في شيكاغو ، وكان هذا الحفل هو نقطة البداية لما جرى من أحداث تلته . وبدأت أحداث القصة عقب وصول ماري إلى قاعة الرقص ، التي تذخر بالأضواء الساطعة والموسيقى الصاخبة ، ويسود المكان ضحكات لرجال ونساء وفتيات مثل ماري ، جميلة الحفل أو هكذا أطلقوا عليها فقد كانت الفتاة ، شقراء ولها عينان زرقاوان بلون السماء ، وترتدي ثوبًا أبيض اللون ، وقد أخذت ترقص وتمرح طوال الليل مع صديقها الذي أتت لحفل برفقته . سرعان ما نشب خلاف حاد بين الشاب وماري ، فغضبت الأخيرة وارتدت معطفها وانصرفت من الحفل ، وهي في غاية الحزن والغضب ، ولكن المسكينة لم تمض كثيرًا حتى صدمتها ، سيارة مسرعة على الطريق العام عقب عدة شوارع من الحفل الراقص ، وتركها السائق تلفظ أنفاسها الأخيرة على الطريق دون أن يتوقف لنجدتها .
وللأسف لم ينتبه أحدهم إلى ماري ، وجثتها الملقاة على قارعة الطريق عقب وفاتها ، سوى والديها الذين وجدا جثتها ، أثناء بحثهما عن ابنتهما التي خرجت قبل ليلة كاملة ولم تعد ، وكم أحزنهما أن يجدا الجثة في فجر اليوم التالي ، وأن تتوفى ابنتهما بتلك الطريقة دون أن يتوقف السائق حتى ويذهب بها للمشفى . ومن شدة حزن والداها ، قاما بدفن جثمان ماري بثوبها الأبيض الذي كانت ترتديه ، وقت وفاتها في مقبرة واقعة بالقرب من الطريق العام حيث ماتت ، وتدعى مقبرة القيامة . ما لبثت البلدة بضعة أسابيع حتى انطلقت الروايات بشأن رؤية ماري ، بثوبها الأبيض المميز وهي في صورة شبحيه ! نعم فقد روى العديد بأنهم قد رأوا فتاة ترتدي ثوب سهرة أبيض اللون ، وتوقف السيارات على جانب الطريق وتطلب إيصالها ، إلى أحد المنازل على الطريق وقد تختفي فجأة وهي تجلس إلى جوار السائق ، وقد تهبط على الطريق وما أن يفكر السائق باللحاق بها ، حتى لا يجد لها أثرًا . وتحدثت أغرب قصص رؤية ماري ، عن تواجد فتاة بثوب أبيض اللون داخل قاعة رقص ، وظلت تراقص أحد الشباب لموجودين بالقاعة وما أن انتهت حتى غادرت ، وحاول الشاب اللحاق بها ولكنها اختفت فجأة كما ظهرت من العدم . بالإضافة إلى ظهورها فجأة إلى جوار السائقين ، إذا ما مروا بالمنطقة التي قتلت فيها وتركت جثتها على الطريق ، حيث روى العديد منهم بفزع أنهم فجأة يجدون فتاة الثوب الأبيض ، جالسة إلى جوارهم ولا يدرون من أين أتت أو متى ، أو قد توقفهم وعقب أن تجلس إلى جوارهم ، تختفي فجأة دون أن يسمعوا صوت فتح أو إغلاق باب السيارة . ليس هذا فحسب ، فقد روى أحد الشباب أنه قد قابل فتاة ترتدي ثوبًا ، أبيض اللون تقف على قارعة الطريق وطلبت منه أن يوصلها إلى وجهة معينة ، وما أن وصل حتى وجد نفسه متوقفًا أمام مقابر! فسألها أهي بالفعل وجهتها ؟ فابتسمت له وأجابته أن نعم ، وركضت إلى الداخل ، فحاول الشاب اللحاق بها ولكنها اختفت وتبخرت تمامًا ، كما ظهرت أول مرة .