كان هناك حديقة في مدينة المكسيك اعتاد الأطفال الذهاب إليها لقضاء وقت ممتع في اللعب لساعات طويلة ومستمرة ، وكانت هناك طفلتان تعيشان بالقرب من تلك الحديقة وتُسميان ايتزيل ومارسيليا ، وكانتا تذهبان باستمرار لتلعبان على الأرجوحة في الحديقة . ولأن الحديقة قريبة من منزلي ايتزيل ومارسيليا ؛ لم تكن عائلتي الصديقين تمنعهما من الذهاب إلى الحديقة عدة مرات خلال الليل ؛ وخاصةً حينما لا يكون هناك التزام بالذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي . وهكذا كانت الفتاتان تلعبان معًا وتحبان الذهاب إلى الحديقة أثناء فترات الليل لتستطيعا اللعب على الأرجوحة دون أن يكون هناك أحد يطالبهما بالنزول من عليها ، حيث أن الأطفال لا يذهبون إلى الحديقة أثناء الليل . في أحد المرات ذهبت الصديقتان إلى الحديقة في الوقت الذي غابت فيه الشمس وكسا الظلام أرجاء المكان ، وكان كل الأطفال قد غادروا الحديقة في ذلك الوقت ، اتجهت الفتاتان إلى لعبتهما المفضلة وهي الأرجوحة ، وهناك تحدثت مارسيليا وهي تشير إلى أرجوحة أخرى قائلة : انظري ؛ ايتزيل . بدت طفلة أخرى جالسة على الأرجوحة القريبة منهما التي أشارت عليها مارسيليا ، ظهرت تلك الطفلة من ظهرها وهي تتأرجح ببطء . أثارت تلك الفتاة تعجب الصديقتين لأنهما لم تسمعا أي صوت يدل على وصول أحد في الحديقة ، فسألت مارسيليا : مَن تكون هذه الطفلة ؟ ، فأجابت ايتزيل : أنا لا أعرفها ؛ لم أرها هنا من قبل ، فسألت مارسيليا في تعجب مرة أخرى : لماذا تلعب هكذا بمفردها؟ ، فقالت ايتزيل : ربما أنها تكون جديدة هنا وليس لديها أصدقاء ؛ يجب أن نقوما بدعوتها للعب معنا ؛ أليس كذلك ؟ اقتربت الصديقتان في ذلك الوقت من تلك الطفلة التي تلعب بمفردها على الأرجوحة ، ثم قالتا للطفلة : مرحبًا ؛ أتريدين اللعب معنا ؟ ، لم تجبهما الطفلة ولم تلتفت لتنظر إليهما ، فاقتربت الفتاتان بضع خطوات أخرى باتجاهها ، وقالت إحداهما : مرحبًا ؛ ألا تسمعيننا ؟ في تلك اللحظة حركت الطفلة رأسها قليلًا وكأنها ترفعها عن كتفها ، ولكنها فجأة حركت رأسها بزاوية مستحيلة الحدوث لدرجة ظهرت من خلالها كأن رأسها منفصلة تمامًا عن عنقها ، وعلى الرغم من ذلك لم يكن ذلك المشهد هو الأسوأ ؛ ولكن وجهها قد بدا بصورة شيطانية ؛ حيث كان وجهها مرعبًا جدًا .
وبمجرد رؤية الصديقتان لذلك المشهد المفزع ؛ أسرعتا مهرولتان للهروب من المكان وهما تصرخان بشدة ، سمع الآباء صرخات الطفلتين في الحديقة ، فأسرعوا في الذهاب إليهما من أجل أن يعرفوا ما الذي حدث ، وحينما وصلوا الحديقة كانت مارسيليا وايتزيل ترقدان في الأرض وبدا عليهما الانهيار من شدة البكاء والرعب ، أشارت الفتاتان في خوف باتجاه الأرجوحة التي كانت عليها الطفلة المرعبة ، غير أن الأرجوحة ظهرت في ذلك الوقت خالية تمامًا . بحثت الأسرتان عن تلك الطفلة الغريبة في الحديقة ولكن لم يجدا لها أي أثر ، ويقال أن الطفلتين المسكينتين لم تستطعا النوم أثناء الليل في الأيام التالية ؛ حيث كانتا تستيقظان وهما تصرخان من شدة الفزع من الكوابيس التي أزعجتهما ؛ مما اضطر الأسرتان لاصطحابهما إلى طبيب نفسي مختص بعلاج الأطفال . انتشرت الشائعات حول ما حدث في الحديقة ، وقام العديد من الشباب والأطفال بالذهاب إلى الحديقة ليروا ما إذا كان هناك شيء غريب أم لا ، وهناك من نفى وجود أي شيء مرعب هناك ، وبعض الأشخاص أكدوا بوجود طفلة ذات وجه مرعب تلعب على الأرجوحة ، ولا أحد يعلم ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يؤكدون ذلك على سبيل المزحة أم أن ذلك الأمر حقيقي بالفعل ، ولم يجرؤ أحد على الاستطراد في الحديث عن ذلك الأمر كثيرًا ؛ خوفًا من ظهور تلك الطفلة المرعبة .