كانت هناك هواية عند عائلة لوبيز ؛ وهي عبارة عن إتمام لعبة اللغز إلى النهاية ، جمعوا كميات من قطع اللغز ؛ وجلسوا لساعات في صالة العائلة لوضع القطع المتناسقة مع بعضها البعض ؛ حيث حياة الطبيعة بمختلف أشكالها والحيوانات والأشخاص ، وبمرور الوقت أصبحت العائلة أكثر تفوقًا في تلك اللعبة ، وكانوا يبحثون في كل مرة عن ألغاز أكثر تعقيدًا مع مئات القطع . حينما كانت عائلة لوبيز تبحث عن لغز جديد ؛ حملهم ذلك اللغز إلى متجر من المتاجر القديمة ؛ وكان مليء بأثاث المنزل والأشياء الغريبة ، وقع انتباه العائلة على الفور على لغز مكون من أكثر من ألف قطعة ؛ والذي كان موجود في أحد الأركان . كان لون الصندوق الذي يحتوي على اللغز أسودًا بالكامل ، وكانت الصورة المرسومة على سطحه للتعريف بهوية اللعبة غير واضحة المعالم ، حينما قاموا بتحليل قطع اللغز ؛ قلما وجدوا أي مؤشر للوصول إلى نتيجة نهائية لتلك اللعبة . تحدث صاحب المتجر إلى أفراد العائلة قائلًا : إن هذا اللغز كان لرجل غريب جدًا ، ويبدو أنه قد جلبه من منزل رجل أخر حُكم عليه بالإعدام في شمال أوروبا ؛ بسبب استخدامه السحر المزعوم ، ويُذكر أنها كانت لعنة . قالت الأم الكبيرة في العائلة متعجبة : ولكن ما هو الشيء المثير للاهتمام في تلك القصة المرعبة عن تاريخ اللعبة! ، كانت الأم تبدو سعيدة بذلك اللغز ، ثم أضافت قائلة : لم نمتلك أبدًا أي لغز كهذا من قبل ؛ لغز يمتلك حدثًا تاريخيًا ؛ ومرسوم عليه صورة عجيبة . نظر الأب الكبير إلى زوجته قائلًا : سيكون شيئًا ممتعًا لنا جميعًا أن نقوم باللعب بهذا اللغز ، سنأخذ هذا اللغز ، فقال صاحب المتجر : هل هذا أكيد ؟ ، فأجاب الأب : بالطبع نعم ؛ من فضلك قم بتجميع قطع اللغز من أجل أن نشتريه ، وقام الأب بدفع المبلغ المطلوب ، ثم عاد برفقة أبنائه إلى المنزل حاملين اللغز ؛ وكانوا يشعرون بالسعادة لأنهم استطاعوا الحصول على ذلك اللغز . قامت العائلة بوضع جميع قطع اللغز على الطاولة الخاصة بشرب القهوة في الصالة ، وبدؤوا في مهمة تركيب اللغز ما بين الضحك والمزاح ، استغرقت العمل منهم عدة ساعات ، كان اللغز يُعتبر كبيرًا ومُعقدًا .
ساد الجو التسلسلي المعتاد خلال الدقائق الأولى من بداية اللعبة ، غير أنه بمرور الوقت وقع الجميع تحت وطأة الصمت العميق ؛ حيث لم يعد أحدًا يتكلم مُطلقًا ؛ ولا يوجد في المكان أدنى صوت ، كان هناك هوس سيطر على أجساد الجميع بأن يصلوا إلى نهاية ذلك اللغز ، وبينما كانت القطع الخاصة باللغز تتداخل أكثر وأكثر ؛ كان الجميع يشعرون بقشعريرة تسري في أجسادهم ، وبدت على وجوههم من خلال ذلك النسيج الذي لم يكتمل . على الرغم من أن الجميع كانوا مستمرين في اللعب للوصول إلى نهاية اللغز ؛ حيث أنهم جميعًا كان لديهم الشغف للوصول إلى المشهد النهائي الذي سيشكله ذلك اللغز الشرير ، وبالفعل جاءت اللحظة الأخيرة ؛ وقامت الابنة الصغرى في عائلة لوبيز بوضع القطعة الأخيرة في اللغز . بعد عدة أيام ؛ قام جيران عائلة لوبيز باستدعاء رجال الشرطة ؛ حيث أنهم اشتموا رائحة عفنة في المكان ، وكانوا قلقين بشأن العائلة ؛ لأنهم لم يروا أي شخص منهم منذ عدة أيام ، حينما وصل رجال الشرطة ؛ وبدخولهم منزل عائلة لوبيز ؛ وجدوهم مقتولين جميعًا وغارقين في دمائهم في الصالة ، ويبدو انهم قد أُصيبوا بحالة من الجنون ؛ فقاموا بقتل بعضهم البعض ، لم يكن ذلك المشهد هو الذي أصاب رجال الشرطة بالذعر ؛ إنما كان هناك على الطاولة اللغز الضخم ؛ وكان ذلك اللغز يرسم بوضوح نفس المشهد الدامي الموجود بالمكان .