من قصص دهاء عمرو بن العاص رضي الله عنه
وصل عمرو بن العاص إلى الرملة في بلاد الشام وجد عندها جمعآ من الروم عليهم
الأرطبون (والمقصود بالأرطبون عندهم الداهيه اوالرجل المُفرض في الذكاء
وكان أدهى الروم وأبعدها غورآ وأنكاها فعلآ ،
فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بالخبر ،
فلما جاءه كتاب عمرو بن العاص
قال أمير المؤمنين:
قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج.
وكانت الروم في حصن منيع وجيش المسلمين محيط بهم
فبعث عمرو بن العاص الرسل إلى الأرطبون ولكن لم تأتي بشي يشفيه فتولى عمرو بن العاص الأمر بنفسه
فدخل على الأرطبون كأنه رسول من عمرو بن العاص فأبلغه مايريد وسمع كلامه وتأمل حصونه حتى عرف ماأراد،
وقال الأرطبون في نفسه وكان داهيةً : والله إن هذا لعمرو بن العاص
أو إنه الذي يأخذ عمرو برأيه،
وما كنت لأصيب القوم بأمر هو أعظم من قتله،
لأنه أعجب بعمرو بن العاص كثيرآ
فدعا أحد الحراس فخالاه وقال إذهب في مكان كذا وكذا فإذا مر بك فاقتله.
ففطن عمرو بن العاص ،
فقال للأرطبون: أيها الأمير ، إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا مارأيت.
فقال الأرطبون : نعم ، فاذهب فأتني بهم
طمع في أن يقتل العشرة))ودعا الأرطبون
رجلا فخالاه وقال أذهب إلى فلان وقل له لا تقتله
فقام عمرو بن العاص فذهب إلى جيشه
ثم تحقق الأرطب أن الرسول الذي كان عنده هو عمرو بن العاص
فقال : خدعني الرجل هذا والله أدهى العرب
وبلغت عمر بن الخطاب هذه القصة فقال:
لله در عمرو بن العاص