كان ياما كان ، كان هناك قلعة كبيرة، كبرت فيها اميرة كانت قنوعة ودوماً كانت سعيدة ، على الرغم من ان كان لها زوجة اب غيورة ،
وكانت هذه الاميرة شديدة الجمال وكانت تتمتع هذه الاميرة بعيون زرقاء وشعر اسود طويل، وكانت بشرتها حساسة وكانت ايضاً اميرة عادلة ،وسميت ” سنووايت ” .
وكانت زوجة ابيها امرأة شريرة للغاية حيث كانت تقوم باعمال السحر والشعوذة ، وكانت كل يوم تقف امام مرآتها السحرية وتسألها قائلة ” ايتها المرآة ، من هي اجمل سيدة موجودة على الارض ”
، وكانت دوما ترد عليها المرآة قائلة ”
انتي يا صاحبة الجلالة”
، حتى جاء اليوم الحزين عندما سألت المراة كالعادة وكانت الاجابة
” سنووايت هي اروع من على الارض” .
وهنا اصبحت زوجة الاب غاضبة وشعرت بالغيرة الشديدة ، وبدأت بالتخطيط للتخلص من سنووايت ، واستدعت احد العاملين في القصر، وعرضت عليه رشوة كبيرة بشرط ان يأخذ سنو وايت بعيداً في الغابة، بعيداً عن القلعة ،
ويقتلها هناك ويتركها ، وافق هذا العامل فقد كانت فرصة جيدة بالنسبة له ، وعندما جاء الى مكان الحادث لكي يقتلها ، لم يتحل بالشجاعة الكافية لفعلها ، وترك سنووايت جالسة بجانب شجرة، ولاذ بالفرار ، وبقيت سنووايت هكذا وحدها في الغابة .
جاء الليل، وكانت سنووايت منتظرة ان يرجع هذا الرجل لكي يأخذها مرة اخري ولكنه لم يعود ، وبقيت سنووايت ، وحدها في الغابة المظلمة، وبدأت في البكاء بمرارة ، وكانت خائفة كثيراً فقد شعرت ان هناك عيون تتجسس عليها وسمعت اصوات غريبة،
وفي نهاية المطاف، تغلب عليها التعب، وسقطت كالكرة اللولبية نائمة تحت الشجرة ، وكانت سنووايت نائمة بشكل متقطع، فكانت تستيقظ من وقت لاخر في الظلام عدة مرات ، وكانت تشعر ان هناك شئ او شخص يلمسها بينما هي نائمة .
وفي الصباح استيقظت سنووايت في الغابة على صوت غناء الطيور، وتلاشت كل مخاوفها بمجرد ان رأت الطيور من حولها تغني ، وكان حولها الكثير من الاشجار الكثيفة التي تشبه الجدار ، بدأت سنووايت تسير جنبا الى جنب مع هذا الجدار ،
حتى وجدت نفسها امام كوخ غريب، مع باب صغير، ونوافذ صغيرة ومدخنة صغيرة، فكان كل شيء في الكوخ اصغر من الحجم الطبيعي ، فتحت سنو وايت باب الكوخ ودخلت .
اخذت تتعجب من الاشخاص الذين يعيشون هنا ، وتجولت داخل الكوخ ، وعندما ذهبت الى المطبخ وجدت سبعة اطباق وملاعق صغيرة ، وعندما ذهبت الى الطابق العلوي وجدت سنووايت غرفة نوم مع سبعة اسرة صغيرة نظيفة ،
فعادت سنووايت الى المطبخ وكان لديها فكرة، فقالت لنفسها ” انا سوف اعد لهم شيئا ليتناولوه عندما يعودون الى المنزل ،فمن المؤكد انهم سيفرحون كثيراً بهذه الوجبة الجاهزة . وعند الغروب ، عاد السبعة رجال الصغار الى الكوخ ،
وعندما قاموا بفتح الباب، اصابتهم الدهشة ، فقد وجدوا وعاء من الحساء الساخن محضر على الطاولة ، وعندما ذهبوا الى الطابق العلوي وجدوا سنووايت نائمة على واحد من الاسرة ، فاقترب منها احد الاقزام السبعة ، وبلطف سألها
” ايتها الفتاة من انتي ” ،
استيقظت سنووايت والدموع في عينيها وروت عليهم قصتها الحزينة، وظهرت الدموع في عيون الاقزام السبعة ، ثم قال لها واحد منهم، ” لم لا تبقين معنا هنا ” .
اما عن بقية الاقزام فصاحوا مهللين وفرحين لان هذه الفتاة الصغيرة المسكينة ستمكث معهم ، فكلهم قالوا لها ” لا تقلقي ياسنووايت يمكنك العيش هنا معنا ولا تقلقي حول زوجة ابيك ، فنحن سوف نعتني بكي”
، شعرت سنووايت بالامتنان الشديد لكرم ضيافتهم ، وفي صباح اليوم التالي انطلق الاقزام السبعة الى العمل ، وحذروا سنووايت من عدم فتح الباب للغرباء ،
وفي الوقت نفسه، عاد العامل المأجور الى زوجة الاب الشريرة وقدم لها شيئاً ينتمي الى سنووايت ، ليتمكن من المطالبة بمكافأته ،
وبعدها ذهبت زوجة الاب مرة اخرى امام المرآة المسحورة ، و لكن آمالها تبددت،
حيث ان المرآة اجابت عليها قائلة ” مازالت سنووايت هي اروع من على الارض ، وهي تعيش في كوخ الاقزام السبعة، في الغابة
” ، شعرت زوجة الاب بالغضب الشديد واخذت تقول ”
سنووايت يجب ان تموت . وبالفعل ، خرجت زوجة الاب متنكرة في زي امرأة عجوز ووضعت تفاحة مسمومة وسط سلة مملؤة بالتفاح ، واسرعت في طريقها الى الغابة ، ووقفت تراقب الكوخ حتي تأكدت ان الاقزام السبعة ودعوا سنووايت ذاهبين الى عملهم ،
وكانت سنووايت في المطبخ عندما سمعت صوت يطرق على الباب ، فذهبت لتري من يطرق الباب قائلة
” من هناك ” ،
ولكنها ايضا تذكرت نصيحة الاقزام السبعة بان لا تفتح لاي من الغرباء ،
وهنا اجابت زوجة الاب الشريرة ” انا امرأة عجوز تبيع التفاح “،
ردت عليها سنووايت ” انا لست بحاجة الى اي تفاح، شكرا لكي”، وهنا اجابت زوجة الاب الشريرة ” لكنه تفاح جميل لم تتذوقي في حلاوته من قبل
” . وهنا ردت عليها سنووايت قائلة ” انا ليس من المفترض ان افتح الباب لاحد غريب ”
، وهنا فكرت زوجة الاب الشريرة كيف تتحايل على هذه الفتاة الصغيرة فقالت لها ” معكي حق تماماً ، انتي فتاة جيدة ولا يجب ان تفتحي الباب لاي من الغرباء ، وانا اعلم انه لا يمكنك فتح الباب لشراء اي شئ
، ولكن كمكافأة لكي ساعطيكي تفاحة واحدة كهدية ”
، بدون اي تفكير فتحت سنووايت جزء صغير من الباب لاخذ التفاحة من المرأة العجوز . وبمجرد ان قضمت من التفاحة ، سقطت سنووايت على الارض ، فقد كان تأثير السم رهيب جعلها هامدة على الفور ،
وهنا ضحكت وفرحت زوجة الاب الشريرة وذهبت بعيداً ، وفي الوقت نفسه، جاء الاقزام السبعة من المنجم ليجدوا السماء مظلمة وهناك عاصفة كبيرة وقلقوا كثيراً على سنووايت فركضوا باسرع ما يمكنهم الى اسفل الجبل الى الكوخ ،
وهناك وجدوا سنووايت، ملقاة على الارض لا تزال على قيد الحياة ولكنها لا تتحرك وغائبة عن الوعي تماماً ، ووجدوا تفاحة مسمومة بجانبها، فعلوا ما بوسعهم لكي تفيق مرة اخرى، ولكنه كان بلا فائدة ، فاخذ الاقزام السبعة يبكون كثيراً ،
ثم وضعوها على سرير وحولها بتلات الورد، وحملوها الى الغابة ووضعوها في تابوت من الكريستال ، وكل يوم كانوا يضعون الزهور حولها . وفي ليلة من ذات الليالي ،
كان هناك امير يقوم بالصيد وبالصدفة رأي التابوت واعجب بوجه سنووايت الجميل من خلال الزجاج ، ووجدوه الاقزام وروا عليه قصتها ، وبعد الاستماع الى القصة،
قدم الامير اقتراح وهو ان يصطحبها معه الى القلعة، لكي يراها الاطباء هناك ، وفي هذا الاثناء كان يريد الامير ان يقبل بشدة يد سنووايت من جمالها وبراءتها ، وبالفعل قام الامير بتقبيل يد سنووايت ،
وهنا زال مفعول السحر وادهشت هذه القبلة الجميع ، حيث عادت سنووايت الى الحياة مرة اخرى وفتحت عيونها ، وهنا علموا بان الحب هو الذي اعادها مرة اخرى ،
وعلى الفور طلب الامير الزواج من سنووايت ، وافقت بدون تردد ، ومنذ ذلك اليوم، عاشت سنووايت في قلعة كبيرة ، ولكن من وقت لآخر، كانت تذهب الى زيارة الكوخ الصغير اسفل الغابة، لاصدقائها الاقزام السبعة .