بداية لنتعرف أنا شاب وحيد منذ موت أبي وأمي وزواج أختي الوحيدة والتي تكبرني ببضعة أعوام وأنا في بداية الثلاثنيات من عمري، وأهتم كثيراً بعالم الماورائيات والجن والسحر فأقوم بالبحث والقراءة عنها وفي بعض الأحيان تراودني بعض الأفكار فأقوم بكتابة القصص في نفس المجال، ولم يتبقى من عائلتي إلا عمي وزوجته وقد كانا يعيشان في قرية ليست بعيدة عن مكان معيشتي.
كانت إحدى الليالي التي أعددت العدة فيها حتى أقوم بكتابة قصة جديدة راودتني فكرتها وبالفعل بدأت الاستعداد للكتابة ولكن جاءتني مكالمة هاتفية أجلت الفكرة إذ كانت المتحدثة زوجة عمي وتخبرني بوفاة عمي وهنا لملمت أحوالي وتوجهت فوراً حتى اقوم بواجبي، وعندما وصلت كان كل شئ معد وقد استقر الأمر على الدفن مباشرة، وعندما انتهينا من صلاة الجنازة كانت الساعة تقريباً الثانية بعد منتصف الليل وبقيت أنا لأقوم بقراءة القرآن في المقابر بعد الدفن حسب طلب الغفير الذي أكد على أن لا أبقى هنا لا أكثر ولا أقل من ساعتين.
لفت نظري بعد فترة من القراءة أن هناك فتاة بجوار إحدى المقابر وأنها تتحدث مع احد ولكن لا يوجد، وعندما اقتربت منها لاحظت أنها الفتاة التي كانوا يخرجونها من المقابر عندما كنا ندخل لدفن عمي فحاولت محادثتها ولكنها تجاهلتني فعدت لمكاني وأكملت القراءة، وعندما بدأت في الخروج من المقابر لاحظت أن هناك من يتبعني فدب الرعب في قلبي قليلاً وعندما توقفت توقف وعندما عدت للمشي عاد فأسرعت وعندها سقطت فرأيت شيئاً غريباً أرعبني كثيراً وعندما أخبرت الغفير قال انه حارس المقابر ولم أصدق كلامه.
أخبرني الغفير أيضاً عن قصة الفتاة وما حل بها منذ خمسة أعوام فقررت المساعدة وذهبت للشيخ الذي عجز عن مساعدتها وشككت به فلم أصدق أن الجن الذي يعمل معه لم يستطع الوصول إلى مكان السحر الخاص بهذه الفتاة فقررت التوجه الى أبيها وعرضت عليه المساعدة ودون مقابل فوافق.
اتصلت بصديق لي يدعى محمود يقوم بحل مثل تلك الأمور فحضر مباشرة، وعندما ادخلنا والد الفتاة أخبره أن يحل وثاقها فقد قاموا بتكتيفها حتي لا تذهب الى المقابر وبالفعل خرجت بمجرد فك قيودها وكنا خلفها إلى أن وصلنا إلى القبر وأخبرنا أباها إنه الساحر الذي كان يريد الزواج منها وتم رفضه وإنه هو من قام بعمل سحر لها ولكنه مات حرقاً مع منزله عندما احترق ومن يومها أصبح حال الفتاة بهذا الشكل .
طلب محمود فتح القبر ومع تخوف الغفير إلا أنه انصاع وفتح القبر وطلب محمود من الفتاة أن تدخل وتحضر الشنطة التي رأيناها عندما فتحنا القبر وافقت دون مناقشة ودخلت ولكنها لم تخرج بل توغلت في القبر وجلست بإحدى أركانه ولم يكن هناك مفر يجب أن ادخل لإخراجها، ودخلت ولكنها لم تستجب وعندما لمستها كان ملمسها غريب ففزعت ولكن لم يكن هناك مجال للتراجع، فقمت بداية بإلقاء الحقيبة الى محمود وانتزعت الفتاة انتزاعاً من مكانها وألقيتها خارج القبر، فانطفأت الأضواء وعندما هممت بالخروج لم أجد الباب أو المخرج وبحثت في كل الاتجاهات لم أجده وهنا شعرت بتلك اليد التي امسكت بي وجذبتني وحاولت المقاومة إلا أنني شعرت بإصابة علي رأسي، وعندما افقت كنت مع صديقي محمود ووالد الفتاة وأخبروني بأنني بعد ان اخرجت الفتاة كانت تصارع وتهاجم بشراسة حتى أنها تسببت في اضاعة الكشافات مما تسبب في الإظلام واستغرق بعض الوقت للسيطرة عليها وعندما استطاعوا الوصول الي وجدوني وقد فقدت وعيي، وحتى الآن لا أعرف ما الذي حدث بدقة ولكن الجميع بخير والفتاة عادت الى طبيعتها.