رواية قوس قزح لهربرت ديفيد لورانس والتي تعد واحدة من الروايات غير الاعتيادية بالمرة ، والتي نالت الكثير من الاهتمام والنقد ، حتى أن الرواية منعت لفترة من التوزيع حيث أنها وصفت بأنها إباحية ، وقد وصفها البعض بأنها رواية استثنائية ، وتعد واحدة من أفضل الروايات الإنجليزية والعالمية ، وذلك لما فيها من تقنيات أدبية ، وحتى لورانس نفسه يعتبر أن هذه الرواية من أفضل ما كتب .
نبذة عن الكاتب : ديفيد هربرت لورانس ، أو هـ د لورانس كاتب انجليزي ، ولد في الحادي عشر من سبتمبر 1885م ، توفي حين كان في الرابعة والأربعين من عمره بسبب مرض السل ، ويعتبر من أهم الأدباء في العالم ، وكان له الكثير من المؤلفات الأدبية في عدة أشكال بين الرواية الطويلة والقصة القصيرة والمسرحية والشعر ، بل أن لورانس أيضاً عمل في النقد الأدبي ، وأهتم بأدب الرحلات والترجمة ، فكان يحضر الروايات الفرنسية ويترجمها إلى الإنجليزية ، كما أنه كان يهوى الرسم .
نبذة عن الرواية : تعد رواية قوس قزح من أهم الروايات التي عبرت عن التحولات الكبيرة في حياة المرأة الانجليزية ، تحديداً في أواخر القرن التاسع عشر ، ومحاولات المرأة المستمرة في تحرير نفسها من قيود المجتمع والأسرة .
وتتناول الأحداث حياة أسرة تعيش في مزرعة في بريطانيا ، وقد رصدت الرواية تاريخ ثلاثة أجيال لهذه الأسرة ، وطبيعة الحياة اليومية التي يعيشوها ، يرصد حياة الجيل الأول والثاني ، وكيف تتشابه كافة التفاصيل الخاصة بحياة كلا الجيلين .
حتى أدق التفاصيل التي تمر بالجيلين من مشاعر وعلاقات ، والزواج وحتى تربية الأطفال ، وتقسيم العمل في المنزل ، كذالك الصراع بين الرجال والنساء حول السلطة والرأي ، وحتى ما يتعلق بالرغبات والشهوات والجنس .
يبدأ لورانس في وصف حياة الجيل الثالث ويبدأ في رصد التغيرات الكبيرة ، التغيرات على مستوى الفكر وطريقة الحياة ، وكيف أن الفتاة التي ولدت من الجيل الثالث كبرت ونضجت وتحولت إلى سيدة ، سيدة تعي احتياجاتها ورغباتها وحتى متطلبات جسدها.
ماذا تريد في الحياة وكيف تغيرت طموحاتها من المنزل والأطفال إلى العمل والكفاح ، كيف حاولت أن تكون قوية وتشارك في عالم العمل أو عالم الرجال كما كانوا يطلقون عليه ، كيف أن السيدة من الجيل الثالث بدأت تعي أن جسدها له احتياجات لا بد أن تلبيها .
وكيف أنها حرة مطلق الحرية في تجريب الكثير من الأشياء والانطلاق في حرية ، حتى لو كان هذا أن تلهو مع أكثر من رجل وليس رجل واحد كالمعتاد ، تبدأ الرواية ترصد المغامرات الكثيرة والفاشلة التي تخوضها البطلة ، وذلك لأن الرجل غالباً لا يريد من المرأة إلا أن تخضع له وهي لا تريد ذلك ، لذا لا يتمكن الرجل أبداً من أن يرى رغباتها ، فهو لا يرى إلا رغباته ولا يسعى إلا تحقيق رغباته هو ، وبالتالي كان يسعى للزواج منها لتحقيق ذلك .
أما هي فكانت متمردة ، تمردت على العائلة والمجتمع ، ورفضت أن تتحول إلى نسخة مكررة من النساء في المجتمع ، وبالتالي اعترضت على القيم التي يمتثل لها المجتمع والتي اعتبرتها قيم تجارية فقط ، وليست قيم جمالية .
تعد رواية قوس قزح من الروايات التي تضع نموذجاً يود أن يحط كل العادات والتقاليد البالية ، ويخلق نوع جديد من النساء في المجتمع واللاتي يردن أن يغيرن مصائرهن ويمسكن بزمام الحياة ، بالقوة والإصرار ، حتى لو كان هذا يعني تحدي المجتمع الذكوري وخلق مكان لهن في هذا المجتمع .