قصة الملك لير من كلاسيكيات الأدب العالمي وروائع الكاتب المسرحي والشاعر الإنجليزي ويليام شكسبير William Shakespeare ، والذي عاش بين عامي 1564م – 1616م ميلادية ، وترك حوالي 158 مسرحية من تأليفه .
أحداث المسرحية : كان الملك لير ملك بريطانيا ، قد كبر في السن وأراد أن يستريح فقرر أن يتنازل عن ملكه لبناته ، كان للملك ثلاثة بنات هن : جونوريل كانت متزوجة من دوق ألباني ، والوسطى ريجان متزوجة من الدوق كورنول، أما الصغرى كورديليا لم تكن متزوجة وقد تقدم لخطبتها ملك فرنسا ودوق برجاندي .
استدعى الملك لير بناته الثلاث وطلب من كل واحدة منهن ، أن تعبر عن مدى حبها له ، ولأن البنت الكبرى جونوريل كانت على قدر كبير من المكر والدهاء ، والقدرة على تنميق الكلمات فقد قالت أنها تحب أباها بما تعجز الكلمات عن وصفه ، وأن أباها أعز من عينيها وحريتها وحياتها كلها ، فأعجب الملك لير بكلام ابنته الكبرى ، فوهبها هي وزوجها دوق البانى ثلث مملكته .
وقامت ريجان بتملق أبيها مثل أختها ، فوهبها وزوجها ثلث المملكة الثاني ، أما كورديليا على الرغم من أنها الأكثر حباً لأبيها ولكنها لم تكن تقدر على النفاق ، ولذلك أخبرت أبيها أنها تحبه كما تحب كل بنت أباها .
وطلب الملك من كورديليا أن تهذب حديثها وتختار كلمات أكثر رقة ، ولكنها أخبرته أنها تحبه ، ولكن لن تستطيع أن تخبره أنها لا تحب سواه لأنها حين تتزوج وتنجب ستحب زوجها وأبنائها أيضاً ، فشعر الملك بالغضب الشديد ، ولذلك حرم ابنته المفضلة كورديليا من نصيبها ، وقام بتقسيم المملكة مناصفة بين ابنتيه جوزيل وريجان .
وجمع الملك كل رجاله وتنازل أمامهم عن تاجه لابنتيه الكبرى والوسطى ، كما تنازل لهما عن جميع سلطاته فى الحكم على أن يحتفظ لنفسه فقط بلقب الملك ، وبحقه في أن يقيم طوال حياته لمدة شهر بالتناوب فى قصر كل من ابنتيه ومعه مائة من فرسانه .
وأصيب رجال الملك بالدهشة من تصرفه ، وحزنوا لمصير كورديليا ، ولكنهم لم ينطقوا بكلمة إلا النبيل
أيرل كنت
والذي كان أكثر النبلاء إخلاصاً للملك ، لذلك صرح للمك برفضه لتصرفه ودافع عن موقف الابنة الصغرى ، لذلك عاقبه الملك بطرده من المملكة ، وأعطاه مهلة خمسة أيام ليغادر المملكة وإلا قتله .
أما كورديليا بعد أن حرمها أبيها من كل شيء ، تراجع الدوق برجاندي عن خطبتها ، أما ملك فرنسا فقد كان معجب بها ، وازداد إعجابه بعد موقفها من أبيها ، فتزوجها وأصبحت ملكة فرنسا ، وبدأ الملك لير إقامته لمدة شهر فى قصر ابنته الكبرى جونوريل ، على أن يقيم فى الشهر التالي فى قصر ابنته الوسطي ريجان ، ثم يعود للإقامة فى قصر جونريل ، ولكن وقبل أن ينقضي الشهر الاول الذى قضاه الملك لير فى قصر ابنته الكبرى ، بدأ يكتشف الفرق الهائل بين الواقع المرير والوعود الزائفة ، التي قطعتها الابنة على نفسها حين أعلنت قبول إقامة الملك فى قصرها ومعه فرسانه المائة .
ضاقت الابنة الجحودة بابيها وفرسانه ، بل طلبت من خدم القصر بإن يتغافلوا عن تلبية طلباته ، وأن يتظاهروا بعدم سماعه ، ثم أعلنت جونوريل بكل صراحة أنها لم تعد تطيق أباها ، ولا فرسانه وأنه يجب أن يطردهم ويحتفظ ببعض كبار السن منهم .
وكان النبيل ايرل كنت قد قرر البقاء فى بريطانيا متخفياً ليظل فى خدمة ملكه ، فارتدى ملابس الخدم وانتحل لنفسه اسماً جديداً هو كايوس ، والتحق بخدمة الملك لير ليكون بقربه بصفة دائمة ، وحين قام أحد خدم جوزيل بإهانة الملك قام كايوس بضربه على الفور .
وغضب الملك وأخذ يدعو على ابنته وقرر أن يغادر قصر ابنته جونوريل ، ومعه فرسانه ليذهب ويقيم مع ابنته الوسطي ريجان ، وأرسل خادمه كايوس برسالة إلى ابنته يطلب منها فيها أن تستعد لاستقباله .
قابل كايوس الخادم الذي أهان الملك في الطريق إلى ريجان يحمل خطاب من أختها ، تطلب فيه منها عدم استقبال فرسان أبيها ، فقام كايوس بضربه مرة أخرى ، وصل أمر هذا الشجار الذى حدث بين رسول جونريل ورسول الملك إلى أسماع ريجان وزوجها دوق كورنول فأمرا على الفور بالقبض على كايوس رسول الملك وتعذيبه .
وحين وصل الملك لير وفرسانه إلى قصر ريجان ، وشاهد خادمه كايوس مشدوداً إلى ألة التعذيب امتلاء قلبه بالحزن والخوف ، وعندما طلب مقابلة ابنته وزوجها أخبره الخدم بأنهما متعبان ولن يستطيعا مقابلته ، فغضب الملك غضباً شديداً وأخذ يصيح صيحات يائسة تعبر عن كل ما كان يشعره من هوان ومرارة .
فقد الملك صوابه وأعلن أنه يريد الخروج ليواجه أخطار الطبيعة الغاضبة ، باعتبار أن ذلك أفضل عنده من البقاء تحت سقف واحد مع ابنتيه واندفع خارجاً في العاصفة وهو يهذي ، بعد أن هدأت العاصفة اصطحب ايرل كنت الملك لير إلى قلعة دوفر ، وطلب من بعض الفرسان الذين مازالوا مخلصين للملك أن يقوموا برعاية الملك بدلاً منه ، لأنه سيقوم برحلة قصيرة إلى فرنسا ، وأخبر كورديليا بما فعله أختاها .
طلبت الملكة كورديليا من زوجها ملك فرنسا أن يزودها بجيش كبير تذهب به إلى بريطانيا لإسقاط حكم هاتين الاختين الجاحدتين ، فوافق الملك على إعداد وتجهيز الجيش المطلوب وأبحر الجيش ونزل إلى شواطئ دوفر .
وكانت حالة الملك قد ازدادت سوءاً وتملك منه الجنون ، وحضر الأطباء ، وبعد أن هدأت حالة الملك قليلاً ذهبت كورديليا لمقابلته ، وتم لقاء حافل بالمشاعر بين الملك وابنته الوفية التى أخبرته بأنها جاءت لتعيد إليه حقوقه ، وكانت الابنتان قد وقعتا في حب رجل واحد هو ادموند الابن غير الشرعي لايرل جلوسستر ، وكان هذا الابن قد استطاع أن يغتصب حكم جلوسستر من أخيه ادجار الوريث الشرعي لحكم المقاطعة .
ومات دوق كورنول زوج الابنة ريجان ، التي أعلنت على الفور عزمها على الزواج من ادموند الذي كان على علاقة سابقة معها ، ومع اختها جونريل فى نفس الوقت ، ولذلك فقد حقدت جونريل على أختها وأعمتها الغيرة فدست لها السم وقتلتها ، وعندما علم دوق البانى زوج جونريل بالجريمة التي ارتكبتها زوجته الشريرة ، أمر بالقبض عليها وإعدامها وهكذا انتهت شرور هاتين الاختين الجاحدتين .
أما الابنة الوفية كورديليا فقد انهزم جيشها فى حربه مع جيش ادموند ، الذي اسر كورديليا وأعدمها ، ومات الملك لير حزناً على ابنته الوفية ، ومات بعده ايرل كنت حزناً على وفاة سيده ، وقتل ادموند فى مبارزة قامت بينه وبين ادجار الوريث الشرعي ، الذي استعاد حكم المقاطعة من الأخ المغتصب لها ، وتوج دوق البانى زوج جونريل ملكاً على بريطانيا .