حضر رجل عجوز من المدينة قادماً من الجبال النائية ، وكان قد قطع مسافة طويلة دون توقف ، فشعر بعطش شديد وبينما يسير ، وجد رجل ذات عربة ممتلئة بالتفاح الشهي ، فأقترب إليه الرجل العجوز وطلب من بائع التفاح ، أن يعطيه تفاحة واحدة ، فسأل البائع العجوز اذا كان معه نقود لشراء تلك التفاحة ، ولكن لم يكن العجوز يملك أي مال .
لقاء العجوز برجل المدينة : رفض صاحب التفاح أن يعطى العجوز تفاح بدون مقابل ، وأحس العجوز المسكين بعطش شديد ، ولم يستطع أن يخطو خطوة واحدة وسقط منهكاً على الأرض ، ومر به رجل لاحظه فأقترب منه ليطمئن عليه ، وعلم أنه شعر بالعطش الشديد وأخبره أنه يوجد بالقرب منه رجل بائع التفاح ، لكن لم يملك ذلك الرجل النقود الكافية ، أيضاً لشراء التفاح .
نهض الرجل العجوز بصحبة الرجل ، واقتربا نحو بائع التفاح ليحاولا أخذ ثمرة تفاح واحدة منه ، وعندما أقترب من بائع التفاح ظل العجوز يتوسل له أن يعطيه ثمرة تفاح واحدة ، حتى وأن كانت أسوأ ثمرة ، تفاح فغضب بائع التفاح واخبره أن كل ثمار التفاح جيدة ، ولن يعطي العجوز التفاح ، بدون مقابل فمضى الرجل العجوز حزيناً .
رجل المدينة يساعد العجوز : لم يستطع رجل المدينة أن يترك الرجل العجوز هكذا ، وفكر رجل المدينة في طريقة يساعد بها الرجل العجوز فتشاجر مع بائع التفاح ، لغلاظة قلبه حتى ألتف جمع كثير من المدينة حول بائع التفاح ، وطلب رجل المدينة من الجمع الملتف أن يساعدوا الرجل العجوز ، وأبدى الناس استعدادهم لمساعدة الرجل المسكين .
أهل المدينة يساعدون العجوز : أخبر رجل المدينة الجمع الملتف ، أنه ريد شراء تفاحة للرجل العجوز ، ولكن نقوده لا تكفي وأخبرهم أنه يريد فقط ثمن تفاحة واحدة ، فنزع رجل المدينة قبعته وسار بين الناس ، وجمع الكثير من النقود من أجل الرجل العجوز ، فشكر رجل المدينة كل من شارك ، في مساعدة الرجل العجوز .
تعبير عن الامتنان : حمل رجل المدينة النقود وتوجه إلى بائع التفاح ، وأعطاها لرجل التفاح وأمسك بثمرة تفاح وأحضرها للرجل العجوز ، وأمسك الرجل المسكين بالتفاح وظل يبكي وشكر الناس جميعاً ، وتناول التفاحة وهو سعيد بالغاية .
شعر الرجل العجوز بالنشاط ، ونهض ثم أخرج الرجل العجوز إزميلاً من حقيبته ، وبدأ يحفر حفرة ثم وضع الرجل العجوز بذور التفاح ، بداخل الحفرة وأهال عليها التراب ، وبعد ذلك حدث شيء غريب ، أدهش الموجودين جميعاً .
حيث نمت تلك البذور في الحال إلى شجرة مليئة بالثمر ، وأخبر الرجل العجوز الجمع الملتف حوله أن تلك الشجرة ، ستظل تعبيراً عن امتنانه لهم ولمساعدتهم في الحصول على ثمرة تفاح ، طلب العجوز من الجمع أن يأخذوا منها ما يشاءون ، فأسرع الجمع بفرح نحو الشجرة لتناول ثمارها ، وغادر كل رجل يحمل بيده سلة كبيرة من الثمار ، التي جمعها من الشجرة .
وملء الرجل العجوز حقيبة كبيرة من ثمار الشجرة ، وقدمها إلى رجل المدينة لمساعدته له ، وأخبره أنه لن ينسى معروفه على الإطلاق ، وفرح رجل المدينة وأخبر العجوز ، أنه رجل طيب ورحل فرحاً .
ندم بائع التفاح : أقترب بائع التفاح من الشجرة ، بعد أن انصرف أهل المدينة ونظر إلى الشجرة ، ولم يجد أي من ثمارها ، قد تبقي له بل ظل العجوز ينقر في ساق الشجرة ، حتى سقطت فحمل ساقها على كتفيه ، ورحل إلى الجبال .
ظل أهل المدينة يتناولون ثمار التفاح ، التي جمعوها ذلك اليوم عدة اشهر ، وخسر بائع التفاح تجارته ، حيث فسدت ثمار التفاح التي كانت لديه ، وندم لعدم مساعدة الرجل العجوز.