قصة زواج سعيد

منذ #قصص عالمية

ظلّا متزوجين ستين سنة، كانا خلالها يتصارحان حول كلّ شيء، ويسعدان بقضاء كلّ الوقت في الكلام أو خدمة أحدهما الآخر، ولم تكن بينهما أسرار. ولكن الزوجة العجوز كانت تحتفظ بصندوق فوق أحد الرفوف، وطلبت من زوجها مراراً وتكرار عدم فتحه أو سؤالها عن محتواه.

ولأنّ الزوج كان يحترم رغبات زوجته فإنه لم يأبه بأمر الصندوق إلى أن جاء يوم أنهك فيه المرض الزوجة، وقال الطّبيب أنّ أيامها باتت معدودة.

بدأ الزوج الحزين يتأهب لمرحلة التّرمّل، ويضع حاجيات زوجته في حقائب ليحتفظ بها كتذكارات، ثمّ وقعت عينه على الصندوق فحمله وتوجه به إلى السرير حيث ترقد زوجته المريضة الّتي ما إن رأت الصندوق حتى ابتسمت في حنو وقالت

له: لا بأس .. بإمكانك فتح الصندوق الآن ..

فتح الرجل الصندوق ووجد بداخله دميتين من القماش وإبر النسج، وتحت كلّ ذلك مبلغ كبير من المال، فسألها عن تلك الأشياء.

فقالت العجوز هامسة: عندما تزوجتك أبلغتني جدتي أنّ سر الزواج الناجح يكمن في تفادي الجدل والشكوى، ونصحتني بأنه كلّما غضبت منك أكتم غضبي وأقوم بصنع دمية من القماش مستخدمة الإبر، هنا كاد الرجل أن يشرق بدموعه: دميتان فقط ؟ يعني لم تغضبي مني طوال ستين سنة سوى مرتين ؟!!

ورغم حزنه على كون زوجته في فراش الموت؛ فقد أحس بالسعادة لأنه فهم أنه لم يغضبها سوى مرتين ... ثمّ سألها: حسناً، عرفنا سر الدميتين ولكن ماذا عن ذلك المبلغ الكبير من المال ؟

أجابته زوجته: هذا هو المبلغ الّذي جمعته من بيع الدمى ..!!

هل يملك أحدنا أن يكون مثل هذه الزوجة الصابرة المحسنة فيكظم مشاعره السلبية تجاه الغير، ويحولها إلى طاقة إيجابية تعود عليه وعلى من حوله بالخير؟!

لا شك أنّ ذلك يحتاج إلى إرادة وعزيمة لا يملكها سوى المؤمنون المحسنون. قال تعالى :

والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))، وقال :

ولمن صبر وغفر، إنّ ذلك لمن عزم الأمور

.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك