قبيل عيد الأضحى، ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﻨﺰﻝ ﺧﺮﻭﻓﺎً ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ لهذه المناسبة العظيمة .. ﻓﺎﻧﻔلت ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﻭﻫﺮﺏ!!
ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳطارﺩﻩ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﺑﻴت ﺃﻳﺘﺎﻡ ﻓﻘﺮاء.. ﻭﻛﺎﻧت ﺃﻡ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﺗﻨﺘظﺮ كل ﻳوﻡ ﻋﻨد ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ طعاﻣﺎً أﻭﺻدقة..
ﻭقد ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻓﻌﻞ ﺫﻟك.. ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﺮﺟت ﺃم ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻓﻨظﺮﺕ ﻓﺈﺫ بجاﺭهم ﺃﺑو ﻣﺤﻤد ﻋﻨد ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻫو ﻣﺠﻬد ﻭﻣُﺘﻌب..
فرحت المرأة فرحا شديدا وﻘﺎﻟت ﻟﻪ: الله ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺻدﻗﺔ ﻭﺍﺻﻠﺔ ﻳﺎ أبا ﻣﺤﻤد وهي تظن ﺃﻧﻪ تصدق عليها بهذا ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ!!
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﺳﻤﺤﻲ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻣﻌكم.
ﻓﺎﻟﺘﻔت ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟلهم ﺗﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻲ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴوم ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌد ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺧروفا آخر، ﻓﺮﺃﻯ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮﻓﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺔ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﺳﻤﻦ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ.
ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺮ، ﻓأجابه: ﺧذه ﻭﻟﻦ ﻧﺨﺘﻠف.
ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﻤﻴﻦ إلى اﻠﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ :هذا ﺍﻟﺨﺮﻭﻑ ﺩﻭﻥ ﺛﻤﻦ.. ﻭﺍﻟﺴﺒب ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﻨﻲ ﻫذه ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻤﻴﻼﺩ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐنم، ﻓﻘﻠت: ﻧذﺭ ﻋﻠﻲّ ﺇﺫﺍ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﻐﻨم ﺃﻥ ﺃﻋطﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺸﺘﺮٍ ﻣﻨﻲ ﺧﺮﻭفا ﻫدية.. ﻓهذا ﻧﺼﻴﺒك..
الصدقة ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ما الصدقة.. ﺗﺼّدقوا فليس للكفن جيوب.