في مدينة الضباب المدينة الأكثر عراقة في التاريخ مر عليها العديد والعديد من الأحداث لكي تُغيرها بأشكال مختلفة ، مدينة لندن ، لم تكن لندن في القرن السابع عشر بالتحديد عام 1666م كما هي عليه اليوم من نور وحضارة وعراقة وجمال ، فجميع المدن التي حل بها الأزمات والكوارث تغيرت ، وأهم الكوارث التي عصفت بلندن هي حريق لندن
في شارع pudding lane كانت الشرارة الأولى وبالتحديد في محل لصناعة الخبز الملكي الخاص بالملك تشارلز الثاني ، استيقظ الخدم مذعورًا من نومه ليجدوا النار قد أضرمت في أركان المكان ، ولكن هل هذا هو السبب الحقيقي لتلك الحريق بالطبع لا ، فقد مرت لندن بفترة عصيبة من الضغط السياسي والديني كما أنها كانت لها تصميم معماري خشبي بجانب اكتظاظها بالمنازل بجانب بعضها في الأحياء الفقيرة
لذا تم التحذير من وقوع كارثة مثل هذا في القرن السادس عشر الميلادي عام 1559م أي قبل قرن من الحادث من قبل دانييل باكر ، حذر عمدة لندن الملك تشارلز من وقوع مثل تلك الكارثة بسبب تراكم المنازل المخالفة مع مجيء فصل الصيف الحار أدى لاستنزاف جميع احتياطي الماء المتواجد في المدينة ومما زاد الطين بله تفشي وباء الطاعون ، فكان المجتمع الإنجليزي غير جاهز أبدًا لتلقي كارثة جديدة
في شهر سبتمبر من العام 1666م حدثت شرارة صغيرة في محل الخبز الملكي ، هربت عائلة الخباز وظل الخدم ليواجه مصيره وكانت الخادمة أول ضحية لتلك الحرائق ، وبسبب وجود المنازل الملاصقة والطرقات الضيقة والمنازل الخشبية ، بالطبع انتقلت النار سريعًا ، حتى وصلت إلى جسر لندن ، فقام الملك وأمر عمدة لندن بتدمير البيوت التي احتوائها النيران ولكن النار ظلت تكبر وتكبر لتحرق ثلث جسر لندن ، حولت الحريق البنية التحتية لمدينة لندن إلى خراب
بالطبع ساد حالة من الذعر بين المواطنين بسبب عدم القدرة على السيطرة على النيران ، واستدعى دوق يورك المليشيات للمعركة الكبرى ، ولكن النيران تلتهم كل شيء يقابلها ، وبحلول فترة الظهيرة وصلت النيران لشارع التقاطع الملكي ، والمناطق الثرية من شبسد وقامت النيران بالتهامها بالكامل ، وبدأ السكان بالفرار إلى مساحات مفتوحة ومع مجيء الليل ازدحمت الطرقات والشوارع بعربات الهاربين ، واتجهت النيران لكنيسة القديس بولس أهم الكنائس في لندن على الإطلاق
اشتعلت النيران في أسفل وأعلى الكنيسة وكان أعظم خبر أحزن سكان بريطانيا جميعًا ، قام الملك ومعه دوق يورك بعمل حل سريع وهو هدم البيوت الفارغة لحصر النيران ولكن النار وصلت إلى ذروتها وانحصرت في المعبد الأوسط ، استغل العاملون فرصة تباطؤ الريح وتغير اتجاهاتها اتجهت إلى النهر بعد ثلاثة أيام من الحرائق ، وبحلول يوم الخميس أي بعد أربعة أيام انطفأت النيران بعدما التهمت 373 فدان و132000 منزلًا و84 كنيسة و44 شركة وأصبح هناك 100 ألف شخص بدون مأوى ولا سكن ، وتوفي أربعة أشخاص بشكل رسمي
وبعدما هدأت النيران بدأت الاتهامات تظهر ، اتهموا الروم الكاثوليك الفرنسيين ، والهولنديين وبدأت الاعتداءات عليهم في كل مكان ، وليكون الملك هو الفيصل الذي قال انه قضاء وقدر ، اقتنع البعض والبعض الأخر لم يقتنع أن الأجانب وراء الحادث فكانوا يبحثون عن كبش فداء لتلك الحرائق ، ويظل بعدها اتهام الكاثوليك حاضرًا نحو خمسون عامًا ، تم تشيد نصب تذكاري لهذا الحدث الفج وتغيرت لندن تمامًا من حيث التصميم المعماري بعد هذه الفاجعة