جرائم محاكمة المتمردين على الثورة الفرنسية

منذ #قصص تاريخية

شهدت الثورة الفرنسية الدموية نهاية النظام الملكي وظهور الفلاحين والرجال العسكريين وملاك الأراضي ، كسلطات على حكومة مفلسة واستمرت الثورة المؤلمة لسنوات ، وشهدت حصتها من الجرائم المروعة ضد الإنسانية ، وقد بلغت هذه الجرائم ذروتها في فترة من العنف لم يسبق لها مثيل ، على مدار العام المعروف باسم عهد الإرهاب ، ولكن بعض هذه الفظائع كانت في نانت

حيث أرسلت الحكومة الفرنسية الجديدة ، جان باتيست كاريير الثوري الفرنسي إلى نانت ، لسحق أي تمردات مضادة يقوم بها أي شخص معارض للثورة ، سواء كانوا من الأرستقراطيين أو المتعاطفين مع العائلة المالكة ، وأيضًا كي يضمن أن حكومة الشعب الجديدة قبلت من قبل المنطقة

ومن أجل القيام بذلك كان يجب محاكمة أي شخص يشتبه في كونه معادي للثورة ، وإذا لزم الأمر يتم قتلة باسم المحاكم الثورية ، وبالفعل تم التنفيذ وأشرفت المحاكم على مقتل 13 ألف إلى 15 ألف شخص ، رغم أن كثيرًا منهم كانوا أبرياء حيث كان كاريير يشك في العديد من الناس في نانت ، بما في ذلك النساء والأطفال وقد أغرق 4،000 منهم بطريقة غير إنسانية

عهد إرهاب الجلاد :
بدأ دور الناقل كاريير في عهد الإرهاب في مارس من عام 1793م ، حيث ساعد في إنشاء المحكمة الثورية ، وهي هيئة قضائية حاولت محاكمة المتمردين المعادين للثورة في المحكمة ، وتعاملت المحكمة مع هذه المعارضة بسرعة ، وكانت تختتم عادة محاكماتها من خلال إطلاق النار ، أو حبس أولئك المشتبه في قيامهم بتقويض الثورة

وبعد نجاح المحكمة الثورية في باريس توجهت إلى مقاطعة بريتاني ، وبعد شهرين في أكتوبر من عام 1793م توجهت إلى مقاطعة نانت لقمع الثورة المضادة ، وهناك فعل أكثر من ردع الثورة المضادة فقد نفذ حملات الإعدام الجماعي

وقام كاريير بجمع المتمردين والمشتبه بهم في نانت ، وألقي بهم في السجون ، وعندما بدأ الطعام ينفد في السجون ، كانوا يطلقون النار على السجناء أو يتم تقطيعهم ، وأصبحت أساليب تنفيذ للأحكام كاريير أكثر شرًا ، حيث يصف أحدهم عمليات القتل المنتظمة التي كان يقوم بها كاريير بأنها كانت عمليات إغراق على النحو التالي :كان يتم إغراق الرجال الكبار والنساء الحوامل والأطفال دون أي تمييز ، ويتم وضعهم على سفن متهالكة كما يتم ربطهم فيها لمنعهم من القفز من على ظهر السفينة ، وإذا كان من المفترض أن ينفصلوا عن بعضهم ، كانت هناك قوابس مصنوعة في القاع أو في الجوانب يتم سحبهم بها ليغرقوا

وكانت تسمى تلك السفن بالولاعات ، وهي عبارة عن قوارب مصنوعة خصيصًا لإغراق هؤلاء المتمردين ، وفي كثير من الأحيان كان يتم تجريد المتمردين من ملابسهم ، ويؤخذون بلا رحمة إلى القوارب التي يقودنها إلى نهر لوار ، و في بعض الأحيان كان  يُترك هؤلاء الأشخاص العراة المرتبطين ببعضهم ، لأكثر من ساعة قبل أن يضربون على رؤوسهم فاقدًين الوعي

وقد تراوحت التقديرات النسبية للقتلى نحو 15 ألف شخص ، ومن هؤلاء غرق 4000 في نهر لوار ، وفي حادثة واحدة شهدت قيام كاريير بنفسه بالمساعدة في إعدام أربعة أطفال ، وعندما مات جلاده الرئيسي في رعب بعد قتل الأطفال استبدله كاريير على الفور

وقد أطلق على السجناء في السجن اسم “طيور في قفص” ، وكان الجنود والجلادون على حد سواء يحصلون على وجبات طعام فاخرة في السجن ، أمام مئات السجناء ثم بعد عشائهم كانوا يقومون بجمع السجناء وإغراقهم في الولاعات

المقصلة :
لقد كانت معظم عمليات الإغراق تحدث ليلًا ، ولكن كاريير أمر بإجرائها خلال النهار ، ربما رأى أن الغرق هكذا سيكون رادع ، وبالفعل كان الغرق في ضوء النهار مروعًا بالنسبة للشبكات والرجال الذين كانوا يراقبون من الشاطئ ، فقد كانوا يختارون بعضهم ويغتصبونهم قبل قتلهم

ويقول الشهود أن الغرق كان هو الموت الرحيم بالنسبة لهم ، ويروي الشهود أن 60 سجينا ظلوا محتجزين على متن القارب لمدة 48 ساعة ، وعندما فتحت القوابس اختنقوا في مياه لوار،  وأُجبر سجناء آخرون على  إزالة الجثث ، وقد انتهت مهمة كاريير في فبراير من عام 1794م

حيث تم استدعاء القاتل الجماعي إلى باريس من قبل لجنة السلامة العامة ، بعد الاستماع إلى أهواله في نانت وعلى الرغم من محاولته تهدئة اللجنة ، إلا أنه قد تم إلقاء القبض عليه في سبتمبر من عام 1794م ، ولكنه قتل نفسه في 16 ديسمبر 1794م خوفًا من مصيره القادم

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك