من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي، ولا زال أثرها بارزاً حتى يومنا هذا لما أبرزته من مواقف بطولية وسطرت التاريخ بانجازاته المتمثلة بالوحدة والإرادة والتصميم وإعادة الهيبة للأمة الإسلامية في وقت كان المجتمع الإسلامي يعاني من التفكك والانحلال، هذه الشخصية هي صلاح الدين الأيوبي ،
وهو يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان والذي يكنى "بأبي المظفر" كردي المنشاة ، ولد صلاح الدين في تكريت في قرية دوين الواقعة شرقي كردستان، ثم انتقل صلاح الدين مع والده أيوب إلى الموصل التي كانت تحت حكم عماد الدين زنكي ،
وعمل أيوب والد صلاح الدين على خدمة عماد الدين آنذاك حتى قُتل في سنة 533.ه وبعد وفاته عمل أيوب على خدمة ابنه نور الدين محمود والي دمشق وحلب وقد نال مقاما رفيعاً آنذاك ولقب بنجم الدين.
وقد عرف صلاح الدين منذ أن كان شاباً بتصميمه وجموحه الكبيرين، كما عرف بنزاهة والشهامة وطيب الخلق، ولا عجب في ذلك فعندما توفي لم يترك في وديعته سوا سبعة عشر درهما، ويعود له الفضل في تأسيس الدولة الأيوبية وتوحيد الولايات العربية بعد أن مزُقت على أعقاب الصليبين الذين استعمروها قرابة 88 عام،
بعد أن امضى صلاح الدين 17 عام في شحذ الهمم وتجهيز العتاد والتدريب وتوحيد تلك الولايات المستولى عليها من قبل الصليبيين ليستحوذ الايونين على بلاد الشام ومصر من أيدي الصليبين بعد حرب طويلة. وقد امتدحه العديد من المؤرخين عبر التاريخ ،
فقد وصفه مالكم كميرون بأنه " رجل لا يقل شأنه عن نابليون بل يحق له حكم العالم الشرقي عن جدارة واستحقاق" كما وصفه المؤرخ الانجليزي اميرؤتو أشار إلى أن ما قام به صلاح الدين من انجازات ووصفه بأنه "أعظم شخصية سياسية وعسكرية في عهد الحروب الصليبية" اصطد صلاح الدين للحملة الصليبية الثالثة لما أجراه من نقلة عسكرية ومعنوية في المعسكر الإسلامي نظرا لتخطيطه المسبق وتحديده لأولوياته فقد كان رمزا للحكمة في الحرب والشهامة بعد الحرب، وفي غضون الحرب الأولى التي خاضها
صلاح الدين ضد الصليبين بادر بفتح باب التطوع في مصر وراسل المسلمين في شتى بقاع الجزيرة العربية وفي الموصل والشام لدعم الجيش فاستجابوا له ثم كان على أهب الاستعداد لمواجهة الصليبين في معركة كراثية الحق بهم خسارة مريرة حيث فقدوا خيرة فرسانهم في معركة حطين، ومن ثم سارع بتحرير المناطق الساحلية ، ولم يعاملهم صلاح الدين بالمثل بل كان حسن التعامل وواسع الصدر مع الصليبيون.
توفي صلاح الدين في دمشق عن عمر يناهز السابعة والخمسون عاما، وعندما علم عموم الناس بالخبر بكوا حزناً على وفاته، وقد بويع من بعده ولده نور الدين علي الذي كان نائب في دمشق قبل توليه الحكم.