اسمه موهانداس كرمشاند غاندي، ولد في الثاني من أكتوبر للعام 1869.م، وأصبح من كبار السياسيين العالميين الذين ما زلنا نتذكّر إنجازاتهم ونحفظها إلى يومنا هذا، كان الزعيم الروحي للجمهورية الهندية التي استطاعت على يدّيه الحصول على استقلالها، كان معروفاً بكرهه للظلم والاستبداد، حيث قام بتأسيس حركة للعصيان المدني التي تقوم على عدم استخدام العنف بشكلٍ كامل، وكانت هذه الحركة ملهمة للحصول على الحقوق الحريات في مختلف أنحاء العالم، ومن وقتها عرف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي، والتي تعني باللغة السنسكريتيّة الروح العظيمة، وتمّ تكريمه في الهند ولقب بأبو الأمة، ويحتفل الهنود سنوياً بيوم ميلاده ويعتبرونه عطلة وطنية رسمية تكريماً لروحه، وعالمياً يسمّى يوم ميلاده باليوم الدولي لللاعنف.
كان غاندي يقيم في المناطق الجنوبية للقارة الأفريقية، وكان يعمل محامي، وخلال هذه الفترة استطاع أن يؤسس حركته المدنية الشهيرة، وعندما عاد إلى بلاد الهند في العام 1915.م
..
نظّم مجموعة من الاحتجاجات في المدن الحضرية بمساعدة الفلاحين والمزارعين إضافةً للعمال، للتخفيف من معدل الفقر وحصول المرأة على حقوقها، والحصول على وئام من الناحيتين الوطنيّة والدينيّة، من خلال وضع حدود للنبذ والعنصريّة والاعتماد على النفس اقتصادياً،
والأهم من ذلك كله هو حصول الهند على استقلالها وتحريرها من سيطرت الأجانب عليها. وفي العام 1930.م ترأس حركة احتجاجيّة على بريطانيا؛ نتيجة فرضها ضريبة على الملح، فقاد مسيرة باسم مسيرة الملح داندي، مشى خلالها هو ومن معه مسافة تقدّر بحوالي أربعمئة كيلومتراً؛ قضى على إثرها بضعة سنين في السجون داخل الهند وجنوب أفريقيا، وفيما يتعلق بغاندي الإنسان فقد كان متواضعاً معتمداً على ذاته، نباتياً لا يأكل اللحوم، وكان يعتمد على الصوم لفترات طويلة كشكل من أشكال التنقية الذاتيّة والاحتجاج، وكان يلبس دوتي وشال، وهي مطرزات هندية تقليدية.
نظراً لكون هذه المناطق مستعمرات بريطانية يعمل فيها أهل البلاد عند المحتل، ويعانون من الظلم والاستبداد، قام غاندي بعمل مجموعة من الأمور والجهود، كمحاولةٍ منه في تغيير الواقع وإعادة الحقوق إلى أصحابها، ومن أهم إنجازاته المتعلقة بذلك
زيادة ثقة الهنود المهاجرين بأنفسهم، وتخليصهم من الخوف، وزيادة المستوى الأخلاقي لديهم. تأسيس صحيفة تحت اسم الرأي الهندي، نشر فيها مبدأ اللاعنف. إنشاء حزب مهمته الدفاع عن حقوق العمال الهنود، تحت اسم المؤتمر الهندي للناتال. محاربة جميع القوانين التي تنص على حرمان الهنود من التصويت والانتخاب. القضاء على المرسوم الآسيوي الذي كان يفرض على الهنود التسجيل في سجلات معينة. عدم تحديد هجرة الهنود إلى مناطق جنوب أفريقيا. دعم قانون تثبيت الزواج من غير المسيحيين.
لم تنل دعوات غاندي إعجاب الفئات الهندوسية المتعصبة؛ فقام أحد هذه الفئات بإطلاق الرصاص عليه في الثلاثين من يناير للعام 1948م، راح ضحيتها ومات عن عمر ثمانية وسبعين عاماً.