قصة القرض

منذ #قصص اجتماعية

كان يقوم بحسابات معقدة حين سمع الباب يفتح ، فهرع إلى الممر ، هاه ! ماذا قال الطبيب ؟ في البداية مرحبًا ولكن ، ماذا جاء بك الآن ؟ فالوقت مبكر على انصرافك !لماذا أتيت باكرًا :
لا شيء .. لا شيء ، أخبريني أولاً ماذا فعل الطبيب ؟ ، دخلت الغرفة وتهالكت على الكرسي ، أجابت قائلة : كل شيء على ما يرام ، لقد وصف لي بعض الأدوية والفيتامينات ، وقال أنه يفضل أن أتناول بعض الفاكهة ، فاشتريت كيلو غرامًا من البرتقال ، عندها فقط أيقن أنها ما تزال تحمل الكيس ، أخذه وذهب إلى المطبخ ، ثم عاد ببرتقالتين لماعتين وسكين ، جلس مقابلها على الأرض وبدأ بتقشير البرتقال ، قالت له : لم تقل لماذا أتيت باكرًا ؟الأرض والشقة :
لقد باع أبي قطعة أرض ، وكنت أفكر .. ناولها حزة من البرتقالة ، أنه لو وضعنا هذا المبلغ في المصرف العقاري ، سآخذه مضاعفًا بعد ستة أشهر ، لأنني أيقنت تمامًا أننا لن نستطيع شراء الشقة بثمن الأرض الذي باعها

تعب وتعاون وحب :
لا تضع قشر البرتقال في المنفضة ، فأنا أكره ذلك .. كانت البرتقالة بيده والسكين والقشر بيده الأخرى ، حين ذهبت حافية تحضر الصحن ، إنه حامض ! أما زالت قدماك تؤلمانك ؟ لم أستطيع ارتداء حذائي بسهولة اليوم ، حين ذهبت في الصباح إلى الطبيب ، كانتا متورمتين ، ناولها حزًا آخر ، لم لا تأكل ؟ ، أنا لا أحب البرتقال ، .. منذ الآن .. هل اشتريت الدواء ؟ادخار وبيت للأسرة :
أجل انه في حقيبتي ، اليوم سوف تنتهي أجازتي ، سأذهب إلى المدرسة غدًا ، كنت أقول أقصد كنت أحسب مقدار القسط الذي يستوجب علينا دفعه كل شهر ، قسط ماذا ، أنت لست معي اليوم !..نضع ثمن قطعة الأرض في المصرف ، وبعد ستة أشهر سنأخذه مضاعفًا ، بعد ذلك نشتري شقة صغيرة ، ثم ندفع كل شهر على مدى خمسة عشر عامًا مبلغًا من المصرف ، وبذلك نكون قد حصلنا على بيت لنا

مراقبة بهدوء وصمت :
وكم يبلغ هذا القسط ؟ هل أعطوا والدك السعر الذي طلبه ؟ ، تجاهل سؤالها ، ثم قام بإشعال سيجارة ، وحين وضعها في المنفضة التصقت بها وتشربت عصير البرتقال ، كانت تراقبه بهدوء ، كان غارقًا في حساباته وأوراقه وسيجارته بين أسنانه

أقساط ووعد :
وما أدراك أنه سيعطيك هذا المبلغ ؟ لقد وعدني ، أجابها بهدوء .. أقترح عليك أن تفعل كما في السابق ، أشتاق لأهلي فأذهب إلى زيارتهم ، فتستغل الفرصة وتذهب لزيارة أهلك ما رأيك ؟ لم تقل لي كم يبلغ القسط ؟ ألفان .. هذا بالإضافة إلى قسط البراد وربما الغسالة ، ولا أقول التلفاز ، هذا إذا حصلت على المبلغ ، لا تعقدي الأمور ، كل شيء وله حل

مسؤولية مقبلة :
تذكر البرتقال فناولها حزًا آخر ، كن واقعيًا أكثر من ذلك ، قالت وهي تمضغ البرتقال الحامض مغمضة عينيها ، سألد وآخذ أجازة أمومة ، ثم شهرًا أو أكثر بدون راتب ، ولن أستطيع اعطاء الدروس الخصوصية ، قبل أن يبلغ الطفل سنة أو أكثر ، وخلال عملى سأضطر إلى وضعه عند أهلي أو أهلك ، هذا إذا قبلوا ، ألا يحتاج الصغير إلى مصروف ؟ والمبلغ المتبقي من معاشينا بعد حسم الضرائب والأقساط والفواتير لن يكفينا أسبوعًا

الواقع :
سكتت فنظر إليها بعينين ضائعتان ، فرآها تبتسم ثم تتحول ابتسامتها إلى نوع من الضحك الهستيري ، بماذا تفكرين ؟ أجبته : بقي معي خمسين ليرة فقط ، ماذا سنأكل غدًا ؟! صمت برهة ثم جابها بهدوء متزن : ألم تشتاقين إلى أمك !

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك