قصة خمس ليرات

منذ #قصص اجتماعية

قالت له : لا يجوز يا رجل ، إننا ننفق يومياتك يومًا بيوم ، دون أن ندخر شيئًا ، بيتنا الآن بحاجة إلى لوازم ضرورية ، ولا نملك شيئًا غير اليومية التي ننفقها مئة ليرة كاملة تأتي بها كل يوم ، وتنقذ من أيدينا كماء من غربال

الزوجة وطلب الحصالة :
كم مرة ألححت عليك أن تجلب لنا حصالة ، حتى نضع فيها كل يوم خمس ليرات ، ونفتحها بعد فترة نشتري بما ندخره لوازم البيت الضرورية ، لكنك تقول بأننا لا نستطيع أن نوفر شيئًا ، لنفرض يا أبا رنيم أنك تعمل بخمس وتسعين ليرة ، عند صاحب المحل ، أدام الله نعمة العمل هذه علينا ، وبارك في صحتك وقوتك ، عملك هذا مستمر ، إنك مثل الموظف ، لا بل أنت أفضل من الموظف لأنك تأتيني بيوميتك كل يوم ، ولا نحتاج إلى الاستدانة ، وتتراكم علينا الديون

موافقة الزوج على الادخار :
قال الرجل : كما تشائين ، غدًا سوف أشتري حصالة ، قبل عودتي إلى البيت ، وسوف أعطيك كل يوم خمس ليرات ، فقالت الزوجة : اذهب إلى المحلات التي تبيع القطعة بخمس ليرات ، واجلب لنا حصالة من هناك ، لا تدفع ثمنًا لها أكثر من خمس ليرات ، أحست المرأة براحة وهي تضع قدمي زوجها في وعاء من الماء الساخن وتدلكهما ، ثم بعد أن استراح بنحو ساعة مستلقيًا على ظهره ، أعدت له بيضتان وقطعتان من الطماطم وكسرت له بصلة يابسة ، وصنعت كأسين من اللبن ونادته لتناول العشاء

الحصالة :
جلسا معًا يتناولا العشاء ويتحدثان عن الحصالة ، التي سوف تؤمن الكثير من الطلبات وتحسن من وضعهم المعيشي ، وفي اليوم التالي ومع الغروب عاد الزوج من عمله في محل بيع الأدوات الصحية ، بواسطة دراجته الهوائية ، يحمل كعادته كيس الخبز وكيسًا يحتوي على بعض متطلبات البيت بالإضافة إلى الحصالة

فتح الحصالة :
بدأت المرأة في وضع خمس ليرات كل يوم في الحصالة ، وبعد نحو شهرين ولدى عودته من العمل قالت بأن حاجات البيت ، لم تعد تحتمل التأخير أكثر من ذلك ، ولابد أن يكسر الحصالة ، تناولا العشاء على عجل ، ثم أحضرت المرأة خرقة كبيرة لفتها على المطمورة ، وأحضرت مطرقة وطلبت إليه أن يكسرها ، وضعها الرجل وسط الغرفة ، طرقها طرقات مركزة لتنفلق الحصالة وتكشف عن ثلاثمائة ليرة

طلبات البيت :
قالت الزوجة وهي تنظر إلى النقود : علينا أن نكتب لوازمنا على ورقة حتى لا ننسى شيئًا ، النقود كثيرة وسوف نذهب إلى المحلات التي تبيع القطع بخمس أو عشر ليرات ، تناول القلم وبدأت تملي عليه الطلبات وهو يكتب : لنبدأ بلوازم ابنتنا الغالية أولاً ، إنها تحتاج إلى ثياب جديدة ، ولعبة ، وقبعة ، والبيت يحتاج إلى  كاسات شاي ، صحون وملاعيق ، سفرة ، وحفارة محاشي ، سلة مهملات ، صابون ، وغسالة كهربائية ، ومسحوق غسيل ، حزمة ابر ، بكرة خيط

أما أنت يا أبا رنيم : تحتاج إلى شفرات حلاقة ، كنزة ، جوز من الجوارب ، والآن جاء دوري ، سوف أثقل عليك يا أبا رنيم ، لكن ماذا أفعل ، إنها ضروريات لابد منها ، سوف تشتري لي طوقًا من الخرز بعشر ليرات ، هل كتبت جيدًا ، هز الرجل رأسه بالإيجاب : فأضافت : وحلقا لأذني ، وخاتما بعشر ليرات ، ولقاطة لشعري ، ثم أضافت وهذا مسك الختام ، لكنها ضرورية ، والله تشققت قدماي من المشي حافية في البيت ، سوف تشتري لي بعشرين ليرة حذاء من النايلون سوف أترديه في البيت ، رفع الرجل رأسه ناظرا إليها حسنا يا إسراء

شراء الأغراض وليلة سهر سعيدة :
ابتسمت قائلة : عوض الله عليك خيرًا ، اتجه إلى الدراجة الهوائية ، ملأ إطاريها هواء ، حتى تكون قادرة على حمل زوجته وابنته ذات الشهور العشرة ، وأخرجها إلى الشارع ، لحقته الزوجة وهي تحمل ابنتها ، وكذلك تحمل كيسًا كبيرًا من للأمتعة وعلى عجل جلست في المقعد الخلفي لكي يتجه إلى سوق المدينة

استغرق شراء الأغراض نحو ثلاث ساعات ، وقبل العودة اكتشف الرجل بقاء خمسين ليرة من النقود ، فلم يتردد عند ذاك أن يتجه إلى محل لبيع المناقيش ، ومن ثم إلى محل لبيع الحلويات ، ومن ثم إلى محل لبيع الموالح ، وهو يتمتم لزوجته : لنسهر الليلة يا أم رنيم ، الذين يسهرون ليسوا أفضل منا

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك